شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

فصل 5

صفحة 250 - الجزء 1

  ١٧٢ - "وبات وباتت له ليلة" ... كليلة ذي العائر الأرمد

  أي: وعرس، و"العائر" بالعين المهملة اسم فاعل من العور، وهو القذى في العين تدمع له، وقيل: الرمد والأرمد صفة له مخصصة على الأول، وكاشفة على الثاني، "وقالوا: بات بالقوم؛ أي: نزل بهم" ليلًا. و"ظل" بمعنى: دام واستمر، نحو: "ظل اليوم" بالرفع، "أي: دام ظله. و" "أضحى" بمعنى: دخل في الضحى، نحم: "أضحينا؛ أي: دخلنا في الضحى". و"صار" بمعنى: انتقل، نحو: صار الأمر إليك، أي: انتقل، وبمعنى: رجع نحو: {أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ}⁣[الشورى: ٥٣] أي: ترجع.

  "وبرح" بمعنى: "ذهب، نحو: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ}⁣[الكهف: ٦٠] أي: لا أذهب. و"أنفك" بمعنى: انفصل، نحو: فككت الخاتم فانفك، أي: انفصل. وتكون هذه الأفعال التامة لمعان أخر عنه ما ذكر⁣(⁣١).

  وجميع أفعال هذا الباب استعملت تامة وناقصة. "إلا ثلاثة أفعال فإنها ألزمت النقص" ولم تستعمل تامة أصلًا، "وهي: فتئ، وزال، وليس" وما أوهم خلاف ذلك يؤول، وإلى ذلك أشار الناظم بقوله:

  ١٥١ - ........... والنقص في ... فتئ ليس زال دائمًا قفي

  وذهب أبو حيان في نكته إلى أن "فتئ" تكون تامة بمعنى: سكن. وذهب أبو علي في الحلبيات إلى أن "زال" تكون تامة، نحو: ما زال زيد عن مكانه، أي: لم ينتقل عنه.

  وذهب الكوفيون إلى أن "ليس" تكون عاطفة لا اسم ولا خبر، نحو: [من الرمل]

  ١٧٣ - .................. ... إنما يجزي الفتى ليس الجمل


١٧٢ - البيت لامرئ القيس في ديوانه ص ١٨٥، وتخليص الشواهد ص ٢٤٣، وشرح قطر الندى ص ١٣٦، ولعمرو بن معد يكرب في ديوانه ص ٢٠٠، ولعمرو أو لامرئ القيس في سمط اللآلي ص ٥٣١، ولامرئ القيس بن عابس في المقاصد النحوية ٢/ ٣٠، وله أو لامرئ القيس الكندي أو لعمرو بن معد يكرب في شرح شواهد المغني ٢/ ٧٣٢، وبلا نسبة في أوضح المسالك ١/ ٢٥٤، وجمهرة اللغة ص ٧٧٥، وشرح ابن الناظم ص ٩٨، وشرح الأشموني ١/ ١١٥.

(١) انظر الارتشاف ٢/ ٧٧، ٧٨، وحاشية الصبان ١/ ٣٢٦، وهمع الهوامع ١/ ١١٥.

١٧٣ - صدر البيت:

"وإذا أقرضت قرضًا فاجزه"

والبيت للبيد في ديوانه ص ١٧٩، ولسان العرب ٦/ ٢١١ "ليس", ٧/ ٢١٧ "قرض"، ١٥/ ٤٦٩ "إما لا"، وتهذيب اللغة ٨/ ٣٤، ١٣/ ٧٢، ٧٣، وأساس البلاغة "جزي"، وتاج العروس ١٩/ ١٧ "قرض"، وجمهرة الأمثال ١/ ٥٧، والأزهية ص ١٨٢، ١٩٦، وخزانة الأدب ٩/ ٢٩٦، ٢٩٧، ٣٠٠، ١١/ ١٩٠، ١٩١، وشرح أبيات سيبويه ٢/ ٤٠، والكتاب ٢/ ٣٢٣، ومجالس ثعلب ص ١٦٩، ٥١٥، والمقاصد النحوية ٤/ ١٧٦، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٣/ ٣٥٤، والمقتضب ٤/ ٤١٠ والارتشاف ٢/ ٩٦.