فصل 4
  وموضع الخلاف حيث يتعين كون الخبر للاسمين جميعًا، إنك وزيد زاهبان، وأما نحو: إن زيدًا وعمرو في الدار، فجائز باتفاق، قاله الموضح في شرح بانت سعاد(١)، وهو مخالف لما أطلقه هنا.
  "ولم يشترط الفراء الشرط الثاني(٢) " وهو كون العامل "إن" أو "أن" أو "لكن" "تمسكًا بنحو قوله"، وهو العجاج: [من الرجز]
  ٢٥١ - "يا ليتني وأنت يا لميس ... في بلد ليس بها أنيس"
  فعطف "أنت" بكسر التاء، على اسم "ليت" وهو ياء المتكلم. "لميس" علم امرأة، و"أنيس" بمعنى: مؤنس.
  "وخرج" بتشديد الراء والبناء للمفعول "على أن" "أنت" مبتدأ، حذف خبره، وأن "الأصل: وأنت معي، والجملة" من المبتدأ والخبر "حالية" متوسطة بين اسم "ليت" وخبرها، فالاسم ياء المتكلم، "والخبر قوله: "في بلد""، هذا تخريج ابن مالك(٣)، وهو على ندور أو قلة، فإن أكثر النحويين على امتناع تقديم الحال المنتصبة بالظرف, وهو ممن نص على ذلك، فقال في باب الحال:
  ٣٤٦ - ............ وندر ... نحو سعيد مستقرا في هجر
  وشرحه الموضح بقوله(٤): يجوز توسط الحال بين المخبر عنه والمخبر به، ا. هـ.
  والنادر والقليل لا يقاس عليهما، وأبعد منه قول بعضهم إن الأصل: أنا وأنت، "فأنا" مبتدأ، "وأنت" معطوف عليه، وخبر المبتدأ وما عطف عليه قوله: "في بلد"، فحذف "أنا"، ا. هـ.
(١) شرح بانت سعاد ص ١٤٦، ١٤٧.
(٢) انظر شرح ابن عقيل ١/ ٣٧٧.
٢٥١ - الرجز للعجاج في الدرر ١/ ٤٨٤، وليس في ديوانه، ولرؤبة في ملحق ديوانه ص ١٧٦، وبلا نسبة في أوضح المسالك ١/ ٣٦٤، ومجالس ثعلب ١/ ٣١٦، وهمع الهوامع ٢/ ١٤٤.
(٣) شرح التسهيل ٢/ ٥٢.
(٤) أوضح المسالك ٢/ ٣٣١.