فصل 1
  الثاني: كالأول إلا أنه ينون؛ لأن تنوينه كون "مسلمين"، لا كتنوين "زيد" فلا ينافي البناء، جزم به ابن مالك في سبك المنظوم، ونقله ابن الدهان عن قوم، وتابعه ابن خروف.
  الثالث: أنه يفتح؛ لأن الحركة ليست له، بل لمجموع المركب، وهو "لا" والاسم، قاله المازني والفارسي(١)، وهو حسن في القياس، ورجحه الموضح في المغني وشرح الشواهد.
  الرابع: أنه يجوز الفتح والكسر بغير تنوين، وهو الصحيح، واقتصر عليه هنا، وقال بعض المغاربة: جواز الأمرين مبني على الخلاف في اسم "لا".
  فمن قال هي إعراب وحذف تنوينه للتخفيف كالزجاج، والجرمي والرماني والكوفيين كسر(٢)، ومن قال هي بناء كجمهور البصريين فتح(٣)، "و" بني "على الياء إن كان مثنى أو مجموعًا على حده"، أي: على حد المثنى وطريقته في إعرابه بالحروف وسلامة واحده واختتامه بنون زائدة تحذف للإضافة "كقوله: [من الطويل]
  ٢٦٣ - "تعز فلا إلفين بالعيش متعا" ... ولكن لوراد المنون تتابع
  فـ"إلفين" بكسر الهمزة تثنية: إلف، اسم "لا" مبني على الياء، "ومتعا" بالبناء للمفعول خبرها، و"تعز" أمر من التعزية، وهي الحمل على الصبر عند المصيبة، و"المنون": الموت، و"وراده" الذين يردونه، وهو جمع وارد، "وقوله: [من الخفيف]
  ٢٦٤ - "يحشر الناس لا بنين ولا آ ... باء إلا وقد عنتهم شئون"
  فـ"بنين" بكسر النون الأولى جمع ابن، اسم "لا" مبني على الياء، ولا آباء جمع أب، عطف على ما قبله "إلا" حرف إيجاب، وقد عنتهم بفتح العين المهملة والنون
(١) الارتشاف ٢/ ١٦٥.
(٢) انظر الارتشاف ٢/ ١٦٤، وشرح التسهيل ٢/ ٥٨, ٥٩.
(٣) انظر الإنصاف ١/ ٣٦٦.
٢٦٣ - البيت بلا نسبة في أوضح المسالك ٢/ ١٠، وتخليص الشواهد ٣٩٥، والدرر ١/ ٣١٧، وشرح ابن الناظم ١٣٤، وشرح الأشموني ١/ ١٤٥، وشرح شذور الذهب ص ٨٣، والمقاصد النحوية ٢/ ٣٣٣، وهمع الهوامع ١/ ١٤٦.
٢٦٤ - البيت بلا نسبة في أوضح المسالك ٢/ ١١، وتخليص الشواهد ص ٣٩٦، ١/ ٣١٨، وشرح ابن الناظم ص ١٣٤، وشرح الأشموني ١/ ١٥٠، وشرح التسهيل ٢/ ٥٥، وشرح شذور الذهب ص ٨٤، والمقاصد النحوية ٢/ ٣٣٤، وهمع الهوامع ١/ ١٤٦.