فصل 1
  مختلفين، وهو لا يجوز، فيجب أن يقدر لكل منهم خبر [على حياله وعند غيره يقدر لهما خبر واحد؛ لأن العامل عندهم "لا" وحدها، ويجوز أن يقدر لكل خبر](١).
  وهذه الأوجه الخمسة مأخوذة من اثني عشر وجهًا، وذلك لأن ما بعد "لا" الأولى يجوز فيه البناء على الفتح والرفع على الإلغاء، والرفع على إعمالها عمل "ليس"، فهذه ثلاثة، وما بعد "لا" الثانية يجوز فيه ذلك، ووجه رابع وهو النصب، وإذا ضربت هذه الأربعة في الثلاثة الأول بلغت اثني عشر وجها، وكلها جائزة إلا اثنين، وهما رفع الأول على الإلغاء أو على الإعمال عمل "ليس"، ونصب الثاني، وأنهاها ابن الفخار في شرح الجمل إلى مائة وأحد وثلاثين وجهًا، هذا إذا عطفت وكررت "لا"، "فإن عطفت ولم تكرر "لا" وجب فتح الأول" على إعمال "لا" عمل "إن"، وجاز في الثاني النصب" عطفًا على محل الأول، "والرفع" عطفًا على محل "لا" مع اسمها, وامتنع الفتح لعدم ذكر "لا" "كقوله"، وهو رجل من بني عبد مناة يمدح مروان بن الحكم وابنه عبد الملك: [من الطويل]
  ٢٧٣ - "فلا أب وابنًا مروان وابنه" ... إذا هو بالمجد ارتدى وتأزرا
  يروى "وابنًا" بالنصب، "ويجوز "وابن" بالرفع"، ولا يجوز "وابن" بالفتح، "وأما حكاية الأخفش": لا رجل وامرأة، بالفتح، بلا تنوين "فشاذة"(٢)، والأصل: ولا امرأة فحذفت "لا" وبقي البناء بحاله على نية "لا"، كما قالوا: ولا بيضاء شحمة(٣)، على نية "كل"، وإلى ذلك أشار الناظم بقوله:
  ٢٠٣ - والعطف إن لم تتكرر لا احكما ... له بما للنعت ذي الفصل انتمى
(١) سقطت ما بين المعقوفين من الأصل، وتم استدراكه من "ب"، "ط".
٢٧٣ - البيت لرجل من عبد مناة بن كنانة في تخليص الشواهد ص ٤١٣، ٤١٤، وخزانة الأدب ٤/ ٦٧، ٨٦، وشرح شواهد الإيضاح ص ٢٠٧، والمقاصد النحوية ٢/ ٣٥٥، وله أو للفرزدق في الدرر ٢/ ٤٧٤، وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب ١/ ٤١٩، ٢/ ٥٩٣، ٨٤٧، وأوضح المسالك ٢/ ٢٢، وجواهر الأدب ص ٢٤١، وشرح ابن الناظم ص ١٣٨، وشرح الأشموني ١/ ١٥٣، وشرح قطر الندى ص ١٦٨، وشرح المفصل ٢/ ١٠١، ١١٠، والكتاب ٢/ ٢٨٥، واللامات ص ١٠٥، واللمع ١٣٠، والمقتضب ٤/ ٣٧٢، وهمع الهوامع ٢/ ١٤٣.
(٢) شرح ابن الناظم ص ١٣٨، وشرح التسهيل ٢/ ٦٨.
(٣) في الكتاب ١/ ٦٥: "ما كل سوداء تمرة ولا بيضاء شحمة، وإن شئت نصبت "شحمة" و"بيضاء": في موضع جر، كأنك أظهرت "كل" فقلت: "ولا كل بيضاء"، ومن الأمثال قولهم: "ما كل سوداء تمرة ولا كل بيضاء شحمة" والمثل في الفاخر ص ١٩٥، وجمهرة الأمثال ٢/ ٢٢٦، ٢٨٧، والمستقصى ٢/ ٣٢٨، ومجمع الأمثال ٢/ ٢٨١.