شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

مدخل

صفحة 81 - الجزء 2

  ٤٨٩ - وما مميز وقيل فاعل ... في نحو نعم ما يقول الفاضل

  وبسط القول في ذلك أن يقال: اعلم أن "ما" هذه على ثلاثة أقسام: مفردة، أي غير متلوة بشيء، ومتلوة بمفرد، ومتلوة بجملة فعلية، فالأولى: نحو: دققته دقا نعما، وفيها قولان: معرفة تامة فاعل، نكرة تامة تمييز، وعليهما، فالخصوص محذوف، أي: نعم الشيء الدق، أو نعم شيئًا الدق.

  والثانية: المتلوة بمفرد، نحو: {فَنِعِمَّا هِيَ}⁣[البقرة: ٢٧١] و"بئسما تزويج ولا مهر" وفيهما ثلاثة أقوال: معرفة⁣(⁣١) تامة فاعل، نكرة تامة تمييز، مركبة مع الفعل قبلها تركيب "ذا" مع "حب" فلا موضع لها وما بعدها فاعل، وهو قول الفراء⁣(⁣٢) وموافقيه.

  والثالثة: المتلوة بجملة فعلية نحو: {نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ}⁣[النساء: ٥٨]، {بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِه}⁣[البقرة: ٩٠]، وفيها عشرة أقوال، ومرجعها إلى أربعة:

  أحدها: أنها⁣(⁣٣) نكرة في موضع نصب على التمييز.

  والثانية: أنها في موضع رفع على الفاعلية. وإليهما أشار الناظم بقوله:

  ٤٨٩ - وما مميز وقيل فاعل ... في نحو نعم ما يقول الفاضل⁣(⁣٤)

  والثالث: أنها المخصوص.

  والرابع: أنها الكافة.

  فأما القائلون: إنها في موضع نصب على التمييز، فاختلفوا على ثلاثة أقوال:

  الأول: أنها نكرة موصوفة بالفعل بعدها، والمخصوص محذوف، وهو مذهب الأخفش والزجاج والفارسي في أحد قوليه والزمخشري، وكثير من المتأخرين.

  والثاني: أنها نكرة غير موصوفة، والفعل بعدها صفة لمخصوص محذوف.

  والثالث: أنها تمييز والمخصوص "ما" أخرى موصولة، والفعل صلة لـ"ما" الموصولة المحذوفة، وهو قول الفراء⁣(⁣٥). قال المرادي⁣(⁣٦): "ونقل عن الكسائي".

  وأما القائلون: إنها في موضوع رفع على الفاعلية، فاختلفوا على خمسة أقوال:


(١) في "ب": "مفردة".

(٢) معاني القرآن للفراء ١/ ٥٨.

(٣) سقطت من "ب".

(٤) سقط من "ب"، "ط": "وإليهما أشار الناظم بقوله" مع بيت الألفية.

(٥) معاني القرآن ١/ ٥٧.

(٦) شرح المرادي ٣/ ٩٧.