فصل 2
  وأصل "جاد بهن أبياتًا وجدن أبياتًا" من جاد الشيء جودة إذا صار جيدًا، وأصل "جاد" جود؛ بفتح العين؛ فحول إلى فعل؛ بضم العين(١)؛ لقصد المبالغة والتعجب، زيدت الباء في الفاعل وعوض من ضمير الرفع ضمير الجر فقيل: بهن، وأبياتًا: تمييز، و"جدن أبياتًا" على الأًل من عدم زيادة الباء. فلذلك ثبت ضمير الرفع، وأبياتًا: تمييز، وفي كل منهما الجمع بين الفاعل والتمييز. "وقال" الطرماح: [من المديد]
  ٦٢٠ - حب بالزور الذي لا يرى ... منه إلا صفحة أو لمام
  "أصله: حَبُبَ الزَّور" بفتح الزاي، بمعنى الزائر "فزاد الباء" في الفاعل حملا على "أحبب بالزور" "وضم الحاء؛ لأن فعُلَ المذكور يجوز فيه أن تسكن عينه، وأن تنقل حركتها إلى فائه"، ولو كانت الفاء غير حلقية، خلافًا لظاهر التسهيل(٢)، "فتقول: ضرب الرجل"، بفتح الضاد وسكون الراء. "و: ضُرْبُ" الرجل، بضم الضاد وسكون الراء. وصفحة كل شيء: جانبه، واللمام: بكسر اللام: جمع لمة، وهو الشعر يجاوز شحمة الأذن، وإلى ذلك أشار الناظم بقوله:
  ٤٩٥ - وما سوى ذا ارفع بحب أو فجر ... بالبا ...............................
  ومثال الضمير المطابق ما قبله: الزيدان كرما رجلين، والزيدون كرموا رجالا(٣)، حملا على: ما أكرمهما رجلين، وما أكرمهم رجالا.
(١) في "أ"، "ط": "بضمها".
٦٢٠ - البيت للطرماح بن حكيم في ديوانه ص ٣٩٣، والدرر ٢/ ٢٩٠، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٣/ ٢٨١، وجواهر الأدب ص ٥٤، وشرح الأشموني ٢/ ٣٨٠، ولسان العرب ٤/ ٣٣٥ "زور"، والمقرب ١/ ٧٨، وهمع الهوامع ٢/ ٨٩.
(٢) في التسهيل ص ١٢٩: "وقد تفرد "حب" فيجوز نقل ضمة عينها إلى فائها، وكذا كل فعل حلقي الفاء، مراد به مدح أو تعجب".
(٣) في "ب": "رجلا".