شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

فصل 3

صفحة 89 - الجزء 2

  ابن رواحة الأنصاري ¥: [من الرجز]

  ٦٢٣ - فحبذا ربا وحب دينا

  أي: وحبذا دينًا⁣(⁣١)، فحذف "ذا" ولم يتغير المعنى، ولا يُفعل ذلك بنحو "إذ ما" وأخواته من المركبات التي تغير حكمها بالترتيب، وهو قول ابن درستويه وابن برهان وابن خروف وابن كيسان وابن مالك⁣(⁣٢).

  قيل: ولا يصح نسبته لظاهر كلام سيبويه والخليل، لأن سيبويه قال⁣(⁣٣) حكاية عن الخليل: ولكن "ذا" و"حب" بمنزلة كلمة واحدة نحو: "لولا" وهو اسم مرفوع، ألا ترى أنك لا تقول لا للمؤنث: حبذه. انتهى.

  والمخصوص على هذا المذهب مبتدأ، والجملة من الفعل والفاعل خبره، والرابط بينهما اسم الإشارة، وقيل: مبتدأ محذوف الخبر، وقيل: عكسه، وقيل: عطف بيان، وقيل: بدل، "وقيل: ركبا، وغلبت الفعلية لتقدم الفعل، فصار الجميع فعلا" ماضيًا، "وما بعده" من المخصوص "فاعل"، والجملة فعلية، "وقيل: ركبا، وغلبت الاسمية لشرف الاسم فصار الجميع اسمًا مبتدأ وما بعده" من المخصوص "خبره"، والجملة اسمية.

  وأصل الخلاف قولان: التركيب وعدمه، وينشأ عن التركيب قولان: فعلية⁣(⁣٤) الجميع أو اسميته، ولكل دليل على مدعاه، فاستدل مدعي التركيب بإفراد الإشارة وبلزوم الإفراد والتذكير وبامتناع الفصل⁣(⁣٥)، ثم استدل مدعي غلبة الفعلية؛ وهو الأخفش وخطاب؛ بتغليب الجزء الأول وتغليب الأكثر حروفًا، وسلامة مدعيها مما⁣(⁣٦) لزم مدعي


٦٢٣ - الرجز لابن رواحة في ديوانه ص ١٠٧، ولسان العرب ١٤/ ٦٧ "بدا"، والدرر ٢/ ٢٨٣، ٢٨٤، والمقاصد النحوية ٤/ ٢٨، ولبعض الأنصار في شرح عمدة الحافظ ص ٨٠٢، وتاج العروس ١/ ١٣٨ "بدأ"، "بدى"، وجمهرة اللغة ص ١٠١٩، وبلا نسبة في الارتشاف ٣/ ٣١، وجمهرة اللغة ص ١٢٦٧، وشرح ابن الناظم ص ٣٤٠, وشرح الأشموني ٢/ ٣٨٢، وشرح التسهيل ٣/ ٢٤، والمخصص ١٠/ ٤٢، وهمع الهوامع ٢/ ٨٨، ٨٩.

(١) قال ابن الناظم في شرحه ٣٤٠: أي حبَّ عبادته دينًا. وذكر ضمير العبادة لتأولها بالدين والتعظيم.

(٢) انظر الارتشاف ٣/ ٢٩ - ٣١.

(٣) الكتاب ٢/ ١٨٠.

(٤) في "ب": "بفعلية".

(٥) انظر شرح التسهيل ٣/ ٢٣.

(٦) في "ب": "ما".