فصل 3
  ابن رواحة الأنصاري ¥: [من الرجز]
  ٦٢٣ - فحبذا ربا وحب دينا
  أي: وحبذا دينًا(١)، فحذف "ذا" ولم يتغير المعنى، ولا يُفعل ذلك بنحو "إذ ما" وأخواته من المركبات التي تغير حكمها بالترتيب، وهو قول ابن درستويه وابن برهان وابن خروف وابن كيسان وابن مالك(٢).
  قيل: ولا يصح نسبته لظاهر كلام سيبويه والخليل، لأن سيبويه قال(٣) حكاية عن الخليل: ولكن "ذا" و"حب" بمنزلة كلمة واحدة نحو: "لولا" وهو اسم مرفوع، ألا ترى أنك لا تقول لا للمؤنث: حبذه. انتهى.
  والمخصوص على هذا المذهب مبتدأ، والجملة من الفعل والفاعل خبره، والرابط بينهما اسم الإشارة، وقيل: مبتدأ محذوف الخبر، وقيل: عكسه، وقيل: عطف بيان، وقيل: بدل، "وقيل: ركبا، وغلبت الفعلية لتقدم الفعل، فصار الجميع فعلا" ماضيًا، "وما بعده" من المخصوص "فاعل"، والجملة فعلية، "وقيل: ركبا، وغلبت الاسمية لشرف الاسم فصار الجميع اسمًا مبتدأ وما بعده" من المخصوص "خبره"، والجملة اسمية.
  وأصل الخلاف قولان: التركيب وعدمه، وينشأ عن التركيب قولان: فعلية(٤) الجميع أو اسميته، ولكل دليل على مدعاه، فاستدل مدعي التركيب بإفراد الإشارة وبلزوم الإفراد والتذكير وبامتناع الفصل(٥)، ثم استدل مدعي غلبة الفعلية؛ وهو الأخفش وخطاب؛ بتغليب الجزء الأول وتغليب الأكثر حروفًا، وسلامة مدعيها مما(٦) لزم مدعي
٦٢٣ - الرجز لابن رواحة في ديوانه ص ١٠٧، ولسان العرب ١٤/ ٦٧ "بدا"، والدرر ٢/ ٢٨٣، ٢٨٤، والمقاصد النحوية ٤/ ٢٨، ولبعض الأنصار في شرح عمدة الحافظ ص ٨٠٢، وتاج العروس ١/ ١٣٨ "بدأ"، "بدى"، وجمهرة اللغة ص ١٠١٩، وبلا نسبة في الارتشاف ٣/ ٣١، وجمهرة اللغة ص ١٢٦٧، وشرح ابن الناظم ص ٣٤٠, وشرح الأشموني ٢/ ٣٨٢، وشرح التسهيل ٣/ ٢٤، والمخصص ١٠/ ٤٢، وهمع الهوامع ٢/ ٨٨، ٨٩.
(١) قال ابن الناظم في شرحه ٣٤٠: أي حبَّ عبادته دينًا. وذكر ضمير العبادة لتأولها بالدين والتعظيم.
(٢) انظر الارتشاف ٣/ ٢٩ - ٣١.
(٣) الكتاب ٢/ ١٨٠.
(٤) في "ب": "بفعلية".
(٥) انظر شرح التسهيل ٣/ ٢٣.
(٦) في "ب": "ما".