شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

فصل 2

صفحة 182 - الجزء 2

  ٥٥٧ - وإن على ضمير رفع متصل ... عطفت فافصل بالضمير المنفصل

  ٥٥٨ - أو فاصل ما ........... ... .........................

  "ويضعف" العطف على الضمير المرفوع المتصل "بدون ذلك"، لأنه يوهم العطف على عامل الضمير، لأن الضمير المرفوع المتصل ينزل من عامله منزلة الجزء، "كـ: مررت برجل سواء والعدم"، بالرفع عطفًا على الضمير المستتر في "سواء" لأنه مؤول بمشتق، "أي: مستو هو والعدم"، وليس بينهما فصل، "وهو فاش في الشعر"، وإليه أشار الناظم بقوله:

  ٥٥٨ - .................... وبلا فصل يرد ... في النظم فاشيا ................

  "كقوله"؛ وهو جرير في هجو الأخطل: [من الكامل]

  ٦٨١ - ورجا الأخيطل من سفاهة رأيه ... ما لم يكن وأب له لينالا

  فعطف "أب" على الضمير المستتر في "يكن" ولم يكن بينهما فاصل.

  وأما ما رواه البخاري في صحيحه من قوله - : "كنت وأبو بكر وعمر"، "وفعلت وأبو بكر وعمر"، "وانطلقت وأبو بكر وعمر"⁣(⁣١) من غير فصل، فيحتمل أنه مروي بالمعنى، "ولا يكثر العطف على الضمير المخفوض إلا بإعادة الخافض"⁣(⁣٢)، وإليه أشار الناظم بقوله:

  ٥٥٩ - وعود خافض لدى عطف على ... ضمير خفض لازما قد جعلا

  "حرفا كان" الخافض "أو اسما"، سواء كان مخفوض الاسم مرفوع المحل كـ: قيامك، أو منصوبه، كـ: ضربك، إذا قدرت الكاف مفعولا به، أو كان لا محل له من رفع أو نصب كـ: غلامك. فالحرف "نحو: {فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ} " [فصلت: ١١] فـ"الأرض" معطوف⁣(⁣٣) على الهاء المخفوضة باللام، "و" أعيدت مع المعطوف والاسم، نحو: " {قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آَبَائِكَ} " [البقرة: ١٣٣] فـ"آبائك" معطوف على الكاف المخفوضة


٦٨١ - البيت لجرير في ديوانه ٥٠٧، والدرر ٢/ ٤٥٩، وشرح ابن الناظم ص ٣٨٥، وشرح التسهيل ٣/ ٣٧٤، والمقاصد النحوية ٤/ ١٦٠، وبلا نسبة في الإنصاف ٢/ ٤٧٦، وأوضح المسالك ٣/ ٣٩٠، وشرح الأشموني ٢/ ٤٩٢، والمقرب ١/ ٢٣٤، وهمع الهوامع ٢/ ١٣٨.

(١) أخرجه البخاري في فضائل الصحابة برقم ٣٤٧.

(٢) في شرح ابن عقيل ٢/ ٢٣٩ أنه مذهب الجمهور، وفي شرح ابن الناظم ص ٤٨٧، أنه مذهب الأكثرين، وفي الإنصاف ٢/ ٤٦٦، أنه مذهب البصريين.

(٣) في "ب"، "ط": "معطوفة".