فصل 6
  بعدها وبعد الألف في لغة من يلزم المثنى الألف في كل حال، قاله ابن عصفور(١)، "كقوله": [من الرجز]
  ٣٨ - "أعرف منها الجيد والعينانا" ... ومنخرين أشبها ظبيانا
  أنشده ابن عصفور والسيرافي وغيرهما بفتح النون في "العينانا" تثنية عين، وأما "ظبيانا"؛ بفتح الظاء المعجمة وسكون الموحدة وبالياء آخر الحروف: فهو اسم رجل بعينه، لا تثنية ظبي، خلافا للهروي، "وقيل" هذا "البيت مصنوع" لا دليل فيه، وقال أبو زيد(٢): هو لرجل من بني ضبة هلك منذ أكثر من مائة سنة. وظاهر كلام الموضح أن الفتح يجري بعد الألف إذا كانت علامة للرفع، وفي اثنين واثنين فإنهما محمولان على المثنى، ولم أقف على نص صريح في ذلك أعتمد عليه، ولا شاهد علي أستند إليه. "ونون الجمع" السالم للمذكر وما حمل عليه، مفتوحة بعد الواو والياء للخفة؛ لأن الجمع أثقل من المثنى، "وكسرها جائز في الشعر بعد الياء كقوله" وهو جرير، لا سحيم؛ خلافا للجوهري: [من الوافر]
  ٣٩ - عرفنا جعفرا وبني أبيه ... "وأنكرنا زعانف آخرين"
  الرواية بكسر النون من "آخرين"، وهو جمع آخر؛ بفتح الخاء، بمعنى مغاير، وجعفر وبنو أبيه: أولاد ثعلبة بن يربوع، والزعانف؛ بفتح الزاي وبالعين المهملة وبالنون قبل الفاء: جمع زعنفة؛ بكسر الزاي والنون: وهو القصير, وأراد به الأدعياء الذين ليس أصلهم واحدا، "وقوله" وهو سحيم: [من الوافر]
  ٤٠ - وماذا تبتغي الشعراء مني ... "وقد جاوزت حد الأربعين"
(١) المقرب ٣/ ١٦٣.
٣٨ - الرجز لرجل من بني ضبة أو لرؤبة في الدرر ١/ ٥٥، والمقاصد النحوية ١/ ١٨٤، ولرؤبة في ملحق ديوانه ص ١٨٧، ولرجل في نوادر أبي زيد ص ١٥، وبلا نسبة في أوضح المسالك ١/ ٦٥، وتخليص الشواهد ص ٨٠، وخزانة الأدب ٤/ ٤٥٣، ٤٥٦، ٤٥٧، ورصف المباني ص ٢٤، وسر صناعة الإعراب ص ٤٨٩، ٧٠٥، وشرح الأشموني ١/ ٣٩، وشرح ابن عقيل ١/ ٧١، وشرح المفصل ٣/ ١٢٩، ٤/ ٦٤، ٦٧، ١٤٣، وهمع الهوامع ١/ ٤٩.
(٢) نوادر أبي زيد ص ١٥.
٣٩ - البيت لجرير في ديوانه ص ٤٢٩، والاشتقاق ص ٥٣٨، وتخليص الشواهد ص ٧٢، وتذكرة النحاة ص ٤٨٠، والدرر ١/ ٥٦، والمقاصد النحوية ١/ ١٨٧، وبلا نسبة في أوضح المسالك ١/ ٦٧، وشرح الأشموني ١/ ٣٩ وشرح ابن عقيل ١/ ٦٧, وهمع الهمع ١/ ٤٩.
٤٠ - تقدم تخريج الشاهد برقم ٣٥.