شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

باب التحذير

صفحة 273 - الجزء 2

باب التحذير:

  "وهو" في الأصل مصدر "حذر" بالتشديد، والمراد به هنا "تنبيه المخاطب على أمر مكروه لتجتنبه". ويكون بثلاثة أشياء: بـ"إياك" وأخواته. وبما ناب عنها من الأسماء المضافة إلى ضمير المخاطب، نحو: نفسك، وبذكر المحذر منه، نحو: الأسد.

  "فإن ذكر المحذر بلفظ "إيا" فالعامل" في محلها⁣(⁣١) النصب فعل "محذوف لزومًا"، لأنه لما كثر التحذير بلفظ "إيا" جعلوه بدلا من اللفظ بالفعل، والتزموا معه إضمار العامل، "سواء عطفت عليه" المحذر منه، نحو: إياك والشر، "أم كررته" نحو: [من الطويل]

  ٧٤٤ - إياك إياك المراء ..... ... ........................

  "أم لم تعطف ولم تكرر" نحو: إياك الأسد، وإلى ذلك أشار الناظم بقوله:

  ٦٢٢ - إياك والشر ونحوه نصب ... محذر بما استتاره وجب

  ٦٢٣ - ودون عطف ذا لإيا انسب ..... ... .....................................

  "تقول" إذا عطفت عليه المحذر منه: "إياك والأسد" فإياك: في محل نصب بفعل محذوف تقديره: أحذر، ونحوه، ثم قيل: يجب تقديره بعد "إياك" والأصل: إياك أحذر، لأنه لو قدر قبله لاتصل به، فقيل: أحذرك، فيلزم تعدي فعل المضمر المتصل إلى ضميره⁣(⁣٢) المتصل، وذلك خاص بأفعال القلوب وما ألحق بها.


(١) في "ب": "محلهما".

٧٤٤ - تمام البيت:

إياك إياك المراء فإنه ... إلى الشر دعاء وللشر جالب

وتقدم تخريجه برقم ٦٤٨.

(٢) في "ب": "ضمير".