مدخل
باب أسماء الأفعال:
  وهل هي أسماء لألفاظ الأفعال(١) أو لمعانيها من الأحداث والأزمنة. أو أسماء للمصادر النائبة عن الأفعال، أو هي أفعال؟ أقوال: قال بالأول جمهور البصريين، وبالثاني صاحب البسيط، ونسبه إلى ظاهر قول سيبويه والجماعة، وبالثالث جماعة من البصريين، وبالرابع الكوفيون(٢)، وعلى القول: إنها أفعال حقيقة أو أسماء لألفاظ الأفعال لا مواضع لها من الإعراب عند الأخفش وطائفة. واختاره ابن مالك(٣).
  وعلى القول: إنها أسماء لمعاني الأفعال، موضعها رفع بالابتداء، وأغنى مرفوعها عن الخبر، وهو مذهب بعض النحويين.
  وعلى القول: إنها أسماء للمصادر النائبة عن الأفعال، موضعها نصب بأفعالها النائبة عنها لوقوعها موقع ما هو في موضع نصب، وهو قول المازني وطائفة، والصحيح أن كلا منها اسم لفعل، وأنه لا موضع لها من الإعراب.
  "واسم الفعل ما ناب عن الفعل معنى واستعمالا كـ: شتان" فإنه اسم ناب عن فعل ماض وهو "افترق"، "و: صه" فإنه اسم ناب عن فعل أمر وهو "اسكت"، "و: أوه" فإنه اسم ناب عن فعل مضارع(٤) هو "أتوجع". [والمراد بالمعنى كونه يفيد ما يفيده الفعل الذي هو نائب عنه من الحدث والزمان](٥)، "والمراد بالاستعمال كونه" أبدًا
(١) في "ط": "للألفاظ النائبة عن الأفعال"، قال ابن الناظم في شرحه ص ٤٣٥: "أسماء الأفعال: ألفاظ نابت عن الأفعال معنى واستعمالا".
(٢) انظر آراء البصريين والكوفيين في الإنصاف ١/ ٢٢٨، المسألة رقم ٢٧.
(٣) التسهيل ص ٢١٠.
(٤) في "ب": "ماض"، وهو وجه ذكره ابن هشام في شرح شذور الذهب ص ٤٠٥، بمعنى توجعت.
(٥) سقط ما بين المعكوفين من "ب".