شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

باب الإدغام اللائق بالتصريف

صفحة 756 - الجزء 2

باب الإدغام اللائق بالتصريف:

  وهو إدغام المثلين، ويقال فيه: الإدغام، بتشديد الدال، وهي عبارة سيبويه⁣(⁣١)، وأصحابه⁣(⁣٢) والأولى عبارة الكوفيين⁣(⁣٣)، وهو؛ لغة: الإدخال، واصطلاحًا: رفعك اللسان، ووضعك إياه بالحرفين دفعة واحدة بعد إدخال أحدهما في الآخر، فيجب إدغام أول المثلين الساكن أولهما، المتحرك ثانيهما، بثلاثة شروط:

  أحدها: أن لا يكون أول المثلين هاء سكت، فإن كان هاء سكت فإنه لا يدغم، لأن الوقف على الهاء منوي الثبوت, وقد روي عن ورش إدغام: {مَالِيَهْ ٢٨ هَلَكَ}⁣(⁣٤) [الحاقة: ٢٨ - ٢٩] وهو ضعيف من جهة القياس.

  والثاني: ألا يكون همزة, منفصلة عن الفاء نحو: "لم يقرأ أحد" فإن الإدغام في ذلك رديء، فلو كانت متصلة بالفاء وجب الإدغام نحو: "سأآل".

  والثالث: ألا يكون مدة في آخره، أو مبدلة من غيرها دون لزوم، فإن كانت مدة في الآخر لم يدغم نحو: "يعطي ياسر، ويدعو واقد"⁣(⁣٥) , لئلا يذهب المد بالإدغام، فإن لم يكن في آخر وجب الإدغام نحو⁣(⁣٦): "مغزو", أصله: "مغزوو" على وزن "مفعول".


(١) الكتاب ٤/ ٤٣١.

(٢) يقصد أصحابه البصريين.

(٣) التسهيل ص ٣٢٠، وشرح المفصل ١٠/ ١٢١.

(٤) انظر القراءة في إتحاف فضلاء البشر ص ٤٢٣.

(٥) في "ب": "واحد".

(٦) سقط من "ب": "نحو".