مدخل
هذا باب المبتدأ والخبر:
  ولم يحد(١) الناظم المبتدأ؛ بل اكتفى فيه بالمثال فقال:
  ١١٣ - مبتدأ زيد وعاذر خبر ... ............................
  وحده الموضح بقوله: "المبتدأ اسم" صريح(٢)، "أو بمنزلته، مجرد عن العوامل اللفظية، أو بمنزلته" أي: بمنزلة المجرد، "مخبر عنه، أو وصف رافع لمكتفى به" عن الخبر، أو بمنزلة الوصف.
  "فالاسم" الصريح "نحو" قول من يعتقد السامع عدم إيمانه "الله ربنا ومحمد نبينا". وقيل: المراد بهذا الإسناد التعظيم والإقرار، لا الإخبار، وهذان الوجهان نقلهما أبو البقاء.
  "والذي بمنزلته"، أي: بمنزلة الاسم الصريح، هو المصدر المنسبك من "أن" والفعل نحو: " {وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ} " [البقرة: ١٨٤] فـ"أن تصوموا" مبتدأ، وهو بمنزلة الاسم الصريح؛ لأنه في تأويل صومكم، وخبره "خير لكم".
  "و" المصدر المتصيد من الفعل نحو: " {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ} " [البقرة: ٦]، [يس: ١٠]، فـ"أنذرتهم" مبتدأ، وهو في تأويل مصدر، و"أم لم تنذرهم" معطوف عليه، و"سواء" خبر مقدم، والتقدير: إنذارك وعدمه سواء عليهم وصح الإخبار به عن الاثنين؛ لأنه في الأصل مصدر بمعنى الاستواء، والمصدر يقع على القليل والكثير.
(١) في ط: "يجد" مكان "يحد".
(٢) قال ابن الناظم في شرحه ص ٧٤: الاسم جنس للمبتدأ يعم الصريح والمؤول.