شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

فصل 2

صفحة 206 - الجزء 1

"فصل":

  "ويقع الخبر ظرفا، نحو {وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ}⁣[الأنفال: ٤٢]، ومجرورا نحو: {الْحَمْدُ لِلَّهِ}⁣[الفاتحة: ٢]. وشرطهما أن يكونا تامين كما مثل، فلا يجوز: زيد مكانا، ولا زيد بك، لعدم الفائدة، ويتعلقان بمحذوف وجوبا، ثم قيل: الخبر نفس الظرف والمجرور وحدهما، والمصحح لذلك تضمنها معنى صادقا على المبتدأ، وقيل: هما ومتعلقهما والمتعلق جزء من الخبر، واختاره الرضي⁣(⁣١) والسيد عبد الله. "والصحيح" عند الموضح تبعا لطائفة "أن الخبر في الحقيقة متعلقهما المحذوف"، لا هما، ولا مع متعلقهما.

  واختلف في تقديره. فقال الأخفش والفارسي والزمخشري تقديره: كان أو استقر. وحجتهم أن المحذوف عامل النصب في لفظ الظرف ومحل المجرور، والأصل في العامل أن يكون فعلا.

  "و" الصحيح عند جمهور البصريين⁣(⁣٢) "أن تقديره: كائن أو مستقر، لا كان أو استقر". وحجتهم أن المحذوف هو الخبر في الحقيقة، والأصل في الخبر أن يكون اسما مفردا، فكل من الفريقين استند إلى أصل صحيح⁣(⁣٣)، ورجح الاسم بوقوع الظرف والمجرور في موضع لا يصلح للفعل، نحو: أما في الدار فزيد، {إِذَا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آيَاتِنَا}⁣[يونس: ٢١] لأن "أما" لا تنفصل من الفاء إلا باسم مفرد أو جملة شرط دون جوابه؛ ولأن "إذا" الفجائية لا يليها الأفعال على الأصح.

  وقال الموضح في المغني⁣(⁣٤): والحق عندي أنه لا يترجح تقديره اسما ولا فعلا؛ بل بحسب المعنى. ا. هـ. وإليه يرشد قول الناظم:


(١) شرح الرضي ١/ ٢٤٣.

(٢) انظر الإنصاف ١/ ٢٤٥.

(٣) شرح ابن عقيل ١/ ٢١١.

(٤) مغني اللبيب ٢/ ٤٤٥ " ٥٨٤".