فصل 8
"فصل":
  "وتزاد الباء بكثرة في خبر: ليس" غير الاستثنائية، "و" في خبر ""ما" نحو: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ}[الزمر: ٣٦] {وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ}[البقرة: ٧٤]، وذلك عند البصريين لرفع توهم الإثبات، فإن السامع قد لا يسمع أول الكلام، وعند الكوفيين لتأكيد النفي. قالوا: ليس زيد بقائم، رد لأن زيدًا لقائم، فالباء بمنزلة اللام.
  وخرج بقولنا: غير الاستثنائية: قاموا ليس زيدًا، فإن الباء لا تدخل هنا لأن مصحوب [ليس](١) الاستثنائية كمصحوب "إلا" فكما لا تقول: ما زيد إلا بقائم, لا تقول: قاموا ليس بزيد، وكما تزاد الباء في خبر "ليس" تزاد في اسمها إذا تأخر إلى موضع الخبر، كقراءة بعضهم: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ}[البقرة: ١٧٧] بنصب "البر(٢) "، وقوله: [من المتقارب]
  ٢٠١ - أليس عجيبًا بأن الفتى ... يصاب ببعض الذي في يديه
  وهذا من الغريب، كما قاله في المغني(٣).
  "و" تزاد الباء "بقلة في خبر "لا"، و" الجزء الثاني من معمولي "كل ناسخ منفي، كقوله" وهو سواد بن قارب يخاطب النبي ﷺ: [من الطويل]
(١) إضافة من "ط".
(٢) هي قراءة نافع وابن كثير وابن عامر والكسائي وابن مسعود وغيرهم. انظر البحر المحيط ٢/ ٢، والنشر ٢/ ٢٢٦.
٢٠١ - البيت لمحمود الوراق في البيان والتبيين ٣/ ١٩٧، وأمالي القالي ١/ ١٠٨، وأمالي المرتضى ١/ ٦٠٨، وفوات الوفيات ٤/ ٨٠، وشرح شواهد المغني ١/ ٣٣٨، والكامل ص ٧٠٥، ولمحمد بن حازم الباهلي في ديوانه ص ١٠٧، وبلا نسبة في مغني اللبيب ١/ ١١٠.
(٣) مغني اللبيب ١/ ١١٠.