شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

فصل 8

صفحة 272 - الجزء 1

"فصل":

  "وتزاد الباء بكثرة في خبر: ليس" غير الاستثنائية، "و" في خبر ""ما" نحو: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ}⁣[الزمر: ٣٦] {وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ}⁣[البقرة: ٧٤]، وذلك عند البصريين لرفع توهم الإثبات، فإن السامع قد لا يسمع أول الكلام، وعند الكوفيين لتأكيد النفي. قالوا: ليس زيد بقائم، رد لأن زيدًا لقائم، فالباء بمنزلة اللام.

  وخرج بقولنا: غير الاستثنائية: قاموا ليس زيدًا، فإن الباء لا تدخل هنا لأن مصحوب [ليس]⁣(⁣١) الاستثنائية كمصحوب "إلا" فكما لا تقول: ما زيد إلا بقائم, لا تقول: قاموا ليس بزيد، وكما تزاد الباء في خبر "ليس" تزاد في اسمها إذا تأخر إلى موضع الخبر، كقراءة بعضهم: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ}⁣[البقرة: ١٧٧] بنصب "البر⁣(⁣٢) "، وقوله: [من المتقارب]

  ٢٠١ - أليس عجيبًا بأن الفتى ... يصاب ببعض الذي في يديه

  وهذا من الغريب، كما قاله في المغني⁣(⁣٣).

  "و" تزاد الباء "بقلة في خبر "لا"، و" الجزء الثاني من معمولي "كل ناسخ منفي، كقوله" وهو سواد بن قارب يخاطب النبي : [من الطويل]


(١) إضافة من "ط".

(٢) هي قراءة نافع وابن كثير وابن عامر والكسائي وابن مسعود وغيرهم. انظر البحر المحيط ٢/ ٢، والنشر ٢/ ٢٢٦.

٢٠١ - البيت لمحمود الوراق في البيان والتبيين ٣/ ١٩٧، وأمالي القالي ١/ ١٠٨، وأمالي المرتضى ١/ ٦٠٨، وفوات الوفيات ٤/ ٨٠، وشرح شواهد المغني ١/ ٣٣٨، والكامل ص ٧٠٥، ولمحمد بن حازم الباهلي في ديوانه ص ١٠٧، وبلا نسبة في مغني اللبيب ١/ ١١٠.

(٣) مغني اللبيب ١/ ١١٠.