فصل 4
"فصل":
  "وإذا دخلت همزة الاستفهام على "لا"" النافية للجنس "لم يتغير الحكم"، بل يكون حكمها مع الهمزة كحكمها بدونها من عمل في اللفظ(١)، نحو: ألا غلام سفر حاضر، بنصب "غلام" لا غير، ومن تركيب نحو: ألا رجل في الدار بفتح "رجل" لا غير، وتكرار نحو: ألا رجوع وألا حباء، بالأوجه الخمسة، "ثم تارة يكون الحرفان باقيين على معنييهما" من الاستفهام والنفي، وذلك إذا كان الاستفهام عن النفي، "كقوله"، وهو قيس بن الملوح على ما قيل: [من البسيط]
  ٢٧٤ - "ألا اصطبار لسلمى أم لها جلد" ... إذا ألاقي الذي لاقاه أمثالي
  والمعنى: ليت شعري إذا لاقيت ما لاقاه أمثالي من الموت، هل عدم الاصطبار ثابت لسلمى أم لها تجلد، وكنى عن الموت بما ذكر تسلية لها، وأدخل "إذا" الظرفية على المضارع بدل الماضي وهو نادر وبقاء الحرفين على معنييهما "قليل، حتى توهم" أبو علي "الشلوبين أنه غير واقع" في كلام العرب(٢)، ورد على الجزولي إجازته إياه(٣)، وألحق وقوعه في كلامهم على قلة، كقولهم في المثل: أفلا قماص بالعير(٤)،
(١) انظر الكتاب ٢/ ٣٠٦، والمسائل المنثورة ص ١٠٥.
٢٧٤ - البيت لقيس بن الملوح في ديوانه ص ١٧٨، وجواهر الأدب ٢٤٥، والدرر ١/ ٣٢٢، وشرح شواهد المغني ١/ ٤٢، ٢١٣، والمقاصد النحوية ٢/ ٣٥٨، وبلا نسبة في الارتشاف ٢/ ١٧٦، وأوضح المسالك ٢/ ٢٤، وتخليص الشواهد ص ٤١٥، والجنى الداني ص ٣٨٤، وخزانة الأدب ٤/ ٧٠، وشرح ابن الناظم ص ١٣٩، وشرح الأشموني ١/ ١٥٣، وشرح ابن عقيل ١/ ٤١٠، وشرح عمدة الحافظ ص ٣٢٠، ٣٨٤، ومغني اللبيب ١/ ١٥، وهمع الهوامع ١/ ١٤٧، وتاج العروس "ألا".
(٢) الارتشاف ٢/ ١٧٦.
(٣) الجزولية ص ٢١٩.
(٤) من شواهد الكتاب ٢/ ٣٠٦، ويروى: "ما بالعير من قماص" في مجمع الأمثال ٢/ ٢٦٨، وجمهرة الأمثال ٢/ ٢٣٧، والمستقصى ٢/ ٣١٧.