شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

مدخل

صفحة 358 - الجزء 1

هذا باب الأفعال الداخلة بعد استيفاء فاعلها على المبتدأ والخبر فتنصبهما مفعولين:

  هذا قول الجمهور⁣(⁣١)، وذهب السيهلي إلى أن المفعولين في باب "ظن" ليس أصلهما المبتدأ والخبر، بل هما كمفعولي "أعطى" واستدل بـ: ظننت زيدًا عمرًا، فإنه لا يقال: زيد عمرو، إلا على جهة التشبيه وأنت لم ترد ذلك مع ظننت⁣(⁣٢). وأجيب بالمنع، وأن المراد: ظننت زيدًا عمرا، فتبين خلافه.

  وذهب الفراء⁣(⁣٣) إلى أن الثاني منصوب على التشبيه بالحال، مستدلًا بوقوعه جملة وظرفًا وجارا ومجرورًا. وعورض بوقوعه معرفة وضميرًا وجامدًا، وبأنه لا يتم الكلام بدونه.

  "أفعال هذا الباب نوعان:

  أحدهما: أفعال القلوب، وإنما قيل لها ذلك؛ لأن معانيها قائمة بالقلب وليس كل قلبي ينصب مفعولين، بل القلبي ثلاثة أقسام: ما لا يتعدى بنفسه، نحو: فكر" في كذا، "وتفكر" فيه، "وما يتعدى لواحد" بنفسه، "نحو: عرف" زيد الحق، "وفهم" المسألة، "وما يتعدى لاثنين" بنفسه، "وهو المراد هنا"، وإليه أشار الناظم بقوله:

  ٢٠٦ - انصب بفعل القلب جزأي ابتدا ... أعني رأى خال علمت وجدا

  ٢٠٧ - ظن حسبت وزعمت مع عد ... حجا درى وجعل اللذ كاعتقد

  ٢٠٨ - وهب تعلم ....... ... ..........................


(١) انظر المساعد ١/ ٣٥٢.

(٢) انظر المساعد ١/ ٣٥٢، والارتشاف ٣/ ٥٦.

(٣) الارتشاف ٣/ ٥٦.