شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

مدخل

صفحة 421 - الجزء 1

باب النائب عن الفاعل:

  "هذا باب النائب عن الفاعل":

  قال أبو حيان⁣(⁣١): لم أر مثل هذه الترجمة لغير ابن مالك⁣(⁣٢)، والمعروف باب المفعول الذي لم يسم فاعله.

  "قد يحذف الفاعل للجهل به كـ: سرق المتاع"، إذا لم يعلم السارق من هو، "أو لغرض لفظي" كالإيجاز، نحو: قوله تعالى: {بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ}⁣[النحل: ١٢٦]، وكإصلاح السجع، كقولهم: من طابت سريرته حمدت سيرته, فإنه لو قال: حمد الناس سيرته لاختلفت السجعة، قاله الموضح في شرح القطر⁣(⁣٣) وغيره "وكتصحيح النظم" كما وقع للأعشى ميمون بن قيس في قوله في قنة كانت لرجل من آل عمرو بن مرثد: [من البسيط]

  ٣٥٣ - "علقتها عرضا وعلقت رجلا ... غيري وعلق أخرى ذلك الرجل"

  فبنى "علق" في المواطن الثلاثة للمفعول، وحذف الفاعل للعلم به وهو الله تعالى لتصحيح النظم إذ لو قال: علقني الله إياها، وعلقها الله رجلا غيري، وعلق الله أخرى ذلك الرجل لاختل النظم، والتعليق هنا المحبة، و"عرضًا" بالعين المهملة وفتح


(١) الارتشاف ٢/ ١٨٤.

(٢) شرح التسهيل ٢/ ١٢٤، والتسهيل ص ٧٧.

(٣) شرح قطر الندى ص ١٨٧.

٣٥٣ - البيت للأعشى في ديوانه ص ١٠٧، والأشباه والنظائر ٥/ ١٥٢، ولسان العرب ٧/ ١٨٥ "عرض"، ١٠/ ٢٦٢، "علق"، وتاج العروس "علق" والمقاصد النحوية ٢/ ٥٠٤، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٢/ ١٣٦.