شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

فصل 2

صفحة 472 - الجزء 1

"فصل":

  "يجوز حذف المفعول لغرض إما لفظي، كتناسب الفواصل" جمع فاصلة، والمراد بها رءوس الآي، وذلك "في نحو: {إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى}⁣[طه:. ٣] والأصل: يخشاه؛ أي: القرآن؛ ويحتمل أن لا حذف، ومفعول "يخشى" هو قوله تعالى: {تَنْزِيْلًا}⁣[طه: ٤]، والمعنى: لمن يخشى تنزيل الله. قال في الكشاف⁣(⁣١): وهو معنى حسن وإعراب بين. ا. هـ.

  "وكالإيجاز" والاختصار، وذلك "في نحو: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا" وَلَنْ تَفْعَلُوا}⁣[البقرة: ٢٤]، والأصل: فإن لم تفعلوه، ولن تفعلوه، أي: الإتيان بسورة من مثله.

  "وإما معنوي كاحتقاره نحو: {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ}⁣[المجادلة: ٢١] أي: الكافرين"، فحذف المفعول لاحتقاره. "أو لاستهجانه" أي: لاستقباح التصريح بذكره، "كقول عائشة ^: ما رأى مني ولا رأيت منه⁣(⁣٢) " تعني عورة رسول الله ، فحذفت المفعول لاستقباح ذكره، "أي: العورة⁣(⁣٣). وقد يمتنع حذفه" أي: المفعول "كأن يكون محصورًا" فيه "نحو: "إنما ضربت زيدًا"؛ لأن الحذف ينافي الحصر، "أو" يكون "جوابًا" لسؤال "كـ: "ضربت زيدًا" جوابًا لمن قال: من ضربت؟ "؛ لأن المطلوب تعيينه لا يجوز حذفه، وذلك كله مستفاد من قول الناظم:

  ٢٧٦ - وحذف فضلة أجز إن لم يضر ... كحذف ما سيق جوابًا أو حصر


(١) الكشاف ٢/ ٤٧٢.

(٢) رواية الحديث في الكامل في ضعفاء الرجال ٢/ ٤٧٩: "ما رأيت عورة رسول الله قط", وهذه الرواية لا شاهد فيها.

(٣) انظر شرح التسهيل ٢/ ١٦١، والارتشاف ٢/ ٢٨٣، وشرح ابن عقيل ١/ ٢٨١.