فصل 3
"فصل":
  "ويجوز جر التمييز بـ"من" كـ: "رطل من زيت"". واختلف في معنى "من" التي يصرح بها مع التمييز، فقيل: للتبعيض، ولذلك لم تدخل في "طاب نفسًا" لأن "نفسا" ليست أعم من المبهم الذي انطوت عليه الجملة. وقال الشلوبين(١): زائدة عند سيبويه(٢) لمعنى التبعيض. قال في الارتشاف(٣): ويدل على صحته أنه عطف على موضعها نصبًا، قال الحطيئة: [من البسيط]
  ٤٥٥ - طافت أمامة بالركبان آونة ... يا حسنه من قوام ما ومنتقبا
  وبحث الموضح في الحواشي أنها لبيان الجنس، وهو ظاهر؛ لأن المشهور من مذاهب النحويين ما عد الأخفش أن "من" لا تزاد إلا في غير الإيجاب.
  ولا(٤) يمتنع جر التمييز بـ"من" "إلا(٥) في ثلاث مسائل:
  إحداها: تمييز العدد. كـ: عشرين درهمًا" لما سيأتي.
  "الثانية: التمييز المحول عن المفعول، كـ: غرست الأرض شجرًا، ومنه" أي: من المحول عن المفعول "ما أحسن زيدًا أدبًا" فإنه محول عن المفعول، وأصله: ما أحسن أدب زيدٍ، "بخلاف: ما أحسنه" أي: زيدًا" "رجُلا" فإنه ليس محولًا عن المفعول، إذ لا يصح "ما أحسن رجل زيد" مع أن المراد بالرجل نفس زيد.
(١) الارتشاف ٢/ ٣٨٤.
(٢) الكتاب ٤/ ٢٢٥.
(٣) الارتشاف ٢/ ٣٨٤.
٤٥٥ - البيت للحطيئة في ديوانه ص ١١، والارتشاف ٢/ ٣٨٤، وأمالي ابن الشجري ١/ ٢٧٦، وخزانة الأدب ٣/ ٢٧٠، ٢٨٩، والدرر ١/ ٥٣٠، والمقاصد النحوية ٣/ ٢٤٢، وبلا نسبة في الخصائص ٢/ ٤٣٢، وشرح الأشموني ١/ ٢٦٥، وهمع الهوامع ١/ ٢٥١.
(٤) سقط من "ط".
(٥) سقط من "ط".