مدخل
باب التعجب:
  وهو استعظام زيادة في وصف الفاعل خفي سببها، وخرج بها المتعجب منه عن نظائره، أو قل نظيره، قاله ابن عصفور(١).
  فخرج بـ: "وصف الفاعل" وصف المفعول، فلا يقال: ما أضرب زيدًا، تعجبًا من الضرب الواقع على زيد، وبـ: "خفي سببها" الأمور الظاهرة الأسباب، فلا يتعجب في شيء منها لقولهم: "إذا ظهر السبب بطل العجب" وبـ: "قلة النظائر والخروج عنها" ما تكثر نظائره في(٢) الوجود ولا يستعظم، فلا يتعجب منه(٣).
  "و" التعجب(٤) "له عبارات" كثيرة واردة في الكتاب والسنة ولسان العرب، فمن الكتاب "نحو" قوله تعالى: " {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ} " [البقرة: ٢٨] "و" من السنة قوله ﷺ لأبي هريرة ¥: $"سبحان الله، إن المؤمن لا ينجس"(٥). "و" من كلام العرب قولهم(٦): "لله دره فارسًا". وإنما لم يبوب لها في النحو لأنها لم تدل على التعجب بالوضع بل بالقرينة.
  "والمبوب له منها(٦) في النحو" صيغتان "اثنتان" موضوعتان له:
(١) المقرب ١/ ٧١.
(٢) في "أ": "من"، والتصويب من "ب"، "ط".
(٣) انظر المقرب ١/ ٧١.
(٤) سقطت من "ب".
(٥) أخرجه البخاري في كتاب الغسل برقم ٢٨١، ومسلم في الحيض برقم ٣٧١.
(٦) سقطت من "ب".