شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

مدخل

صفحة 57 - الجزء 2

باب التعجب:

  وهو استعظام زيادة في وصف الفاعل خفي سببها، وخرج بها المتعجب منه عن نظائره، أو قل نظيره، قاله ابن عصفور⁣(⁣١).

  فخرج بـ: "وصف الفاعل" وصف المفعول، فلا يقال: ما أضرب زيدًا، تعجبًا من الضرب الواقع على زيد، وبـ: "خفي سببها" الأمور الظاهرة الأسباب، فلا يتعجب في شيء منها لقولهم: "إذا ظهر السبب بطل العجب" وبـ: "قلة النظائر والخروج عنها" ما تكثر نظائره في⁣(⁣٢) الوجود ولا يستعظم، فلا يتعجب منه⁣(⁣٣).

  "و" التعجب⁣(⁣٤) "له عبارات" كثيرة واردة في الكتاب والسنة ولسان العرب، فمن الكتاب "نحو" قوله تعالى: " {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ} " [البقرة: ٢٨] "و" من السنة قوله لأبي هريرة ¥: $"سبحان الله، إن المؤمن لا ينجس"⁣(⁣٥). "و" من كلام العرب قولهم⁣(⁣٦): "لله دره فارسًا". وإنما لم يبوب لها في النحو لأنها لم تدل على التعجب بالوضع بل بالقرينة.

  "والمبوب له منها⁣(⁣٦) في النحو" صيغتان "اثنتان" موضوعتان له:


(١) المقرب ١/ ٧١.

(٢) في "أ": "من"، والتصويب من "ب"، "ط".

(٣) انظر المقرب ١/ ٧١.

(٤) سقطت من "ب".

(٥) أخرجه البخاري في كتاب الغسل برقم ٢٨١، ومسلم في الحيض برقم ٣٧١.

(٦) سقطت من "ب".