شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

فصل 1

صفحة 67 - الجزء 2

فصل:

  "وإنما يبنى هذا الفعلان مما اجتمعت⁣(⁣١) في ثمانية شروط:

  أحدها: أن يكون فعلا، فلا يبنيان من" الاسم، نحو "الجلف" بالجيم، وهو في الأصل الدن الفارغ، "و" في القاموس⁣(⁣٢): "الجلف" بالكسر: الرجل الجافي، وقد جلف جلف: كـ"فرح" جلفا وجلافة. انتهى. فأثبت له فعلا، فيبنى من فعله.

  "والحمار": وهو الحيوان المعروف، "فلا يقال: ما أجلفه" أي: أجفاه، وفيه ما تقدم عن القاموس. "ولا" يقال: "ما أحمره" أي: أبلده، "وشذ: ما أذرع المرأة، أي: ما أخف يدها في الغزل، بنوه من قولهم: امرأة ذراع"، بفتح أوله.

  قال في القاموس⁣(⁣٣): والذراع: كسحاب: الخفيفة اليدين بالغزل، ويكسر، واقتصر في "الضياء" على الفتح.

  وقال ابن القطاع في الأفعال⁣(⁣٤): ذرعت المرأة: خفت يدها في العمل، فهي ذراع.

  وعلى هذا لا شذوذ في قولهم: ما أذرع المرأة.

  "ومثله" في الشذوذ: "ما أقمنه" بكذا، "وما أجدره بكذا"، فالأول بنوه من قولهم: هو قمن بكذا، والثاني من قولهم: هو جدير بكذا، والمعنى فيهما: ما أحقه بكذا، ولا فعل لهما⁣(⁣٥).

  الشرط "الثاني: أن يكون" الفعل "ثلاثيًّا فلا يبنيان من" رباعي مجرد ولا من مزيد فيه، ولا ثلاثي مزيد حرفًا أو حرفين أو ثلاثة، نحو: "دحرج" وتدحرج،


(١) في "ب": "اجتمع".

(٢) القاموس المحيط "جلف".

(٣) القاموس المحيط "ذرع".

(٤) كتاب الأفعال ١/ ٣٨٦

(٥) انظر شرح ابن الناظم ص ٣٣١.