فصل 1
فصل:
  "وإنما يبنى هذا الفعلان مما اجتمعت(١) في ثمانية شروط:
  أحدها: أن يكون فعلا، فلا يبنيان من" الاسم، نحو "الجلف" بالجيم، وهو في الأصل الدن الفارغ، "و" في القاموس(٢): "الجلف" بالكسر: الرجل الجافي، وقد جلف جلف: كـ"فرح" جلفا وجلافة. انتهى. فأثبت له فعلا، فيبنى من فعله.
  "والحمار": وهو الحيوان المعروف، "فلا يقال: ما أجلفه" أي: أجفاه، وفيه ما تقدم عن القاموس. "ولا" يقال: "ما أحمره" أي: أبلده، "وشذ: ما أذرع المرأة، أي: ما أخف يدها في الغزل، بنوه من قولهم: امرأة ذراع"، بفتح أوله.
  قال في القاموس(٣): والذراع: كسحاب: الخفيفة اليدين بالغزل، ويكسر، واقتصر في "الضياء" على الفتح.
  وقال ابن القطاع في الأفعال(٤): ذرعت المرأة: خفت يدها في العمل، فهي ذراع.
  وعلى هذا لا شذوذ في قولهم: ما أذرع المرأة.
  "ومثله" في الشذوذ: "ما أقمنه" بكذا، "وما أجدره بكذا"، فالأول بنوه من قولهم: هو قمن بكذا، والثاني من قولهم: هو جدير بكذا، والمعنى فيهما: ما أحقه بكذا، ولا فعل لهما(٥).
  الشرط "الثاني: أن يكون" الفعل "ثلاثيًّا فلا يبنيان من" رباعي مجرد ولا من مزيد فيه، ولا ثلاثي مزيد حرفًا أو حرفين أو ثلاثة، نحو: "دحرج" وتدحرج،
(١) في "ب": "اجتمع".
(٢) القاموس المحيط "جلف".
(٣) القاموس المحيط "ذرع".
(٤) كتاب الأفعال ١/ ٣٨٦
(٥) انظر شرح ابن الناظم ص ٣٣١.