شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

مدخل

صفحة 75 - الجزء 2

باب نعم وبئس:

  "وهما" لإنشاء المدح والذم على سبيل المبالغة، وهي كيفية حكاية الخلاف في حقيقتها طريقان:

  إحداهما⁣(⁣١): أنهما "فعلان عند" جميع "البصريين والكسائي" من الكوفيين "بدليل" اتصال تاء التأنيث الساكنة بهما عند جميع العرب، وفي الحديث: "من توضأ يوم الجمعة " فبها ونعمت"، ومن اغتسل فالغسل أفضل"⁣(⁣٢)، وتقول: بئست المرأة حمالة الحطب، "واسمان عند باقي الكوفيين بدليل" دخول حرف الجر عليهما في قول بعض العرب وقد بشر ببنت: "والله "ما هي بنعم الولد"، نصرها بكاء وبرها سرقة"⁣(⁣٣). وقول آخر وقد سار إلى محبوبته على حمار بطيء السير: "نعم السير على بئس العير"⁣(⁣٤). وأجيب⁣(⁣٥): بأن الأصل: ما هي بولد مقول فيه نعم الولد، ونعم السير على عير مقول فيه بئس العير⁣(⁣٦)، فحذف الموصوف وصفته، وأقيم معمول الصفة مقامهما⁣(⁣٧)، فحرف الجر في الحقيقة إنما دخل على اسم محذوف.


(١) انظر الإنصاف ١/ ٩٧، المسألة رقم ١٤.

(٢) أخرجه البخاري في سننه ١/ ٥٢٢، وابن ماجه في سننه ١/ ١٨٠، والدرامي في سننه ١/ ٣٦٢.

(٣) هذا القول من شواهد شرح ابن عقيل ٢/ ١٦١، وشرح ابن الناظم ٣٣٣، والإنصاف ١/ ٩٩، ١١٢.

(٤) هذا القول من شواهد شرح ابن عقيل ٢/ ١٦٠، وشرح ابن الناظم ٣٣٣، والإنصاف ١/ ٩٩، ١١٢.

(٥) انظر الإنصاف ١/ ١١٢ - ١١٣.

(٦) سقط من "ب" قوله: "وأجيب ... بئس العير".

(٧) في "ط": "مقامها".