فصل 1
فصل:
  "ويذكر المخصوص" وهو المقصود "بالمدح أو الذم، بعد فاعل نعم وبئس" الظاهر، أو بعد التمييز، "فيقال: نعم الرجل"؛ أو رجلا؛ "أبو بكر، وبئس الرجل"؛ أو رجلا؛ "أبو لهب".
  هذا هو الغالب، وسره أنه لما كان نعم وبئس للمدح العام والذم العام الشائعين في كل خصلة محمودة أو مذمومة، المستبعد تحقيقها، سلكوا بهما في الأمر العام طريقي الإجمال والتفصيل لقصد مزيد، التقرير، فجاءوا بعد الفعل(١) بما يدل على المخصوص بالمدح أو الذم حتى يتوجه المدح والذم إلى المخصوص(٢) به أولا(٣) على سبيل التفصيل، فيحصل من تقوي الحكم ومزيد التقرير ما يزيل ذلك الاستبعاد.
  "و" اختلف في رفع المخصوص فقيل: "هو مبتدأ والجملة قبله خبره"، ولا يجوز غير ذلك عند سيبويه وابن خروف وابن الباذش(٤)، وقيل: يجوز هذا ويجوز أن يكون خبرًا لمبتدأ واجب الحذف، "أي: الممدوح وأبو بكر والمذموم أبو لهب"، وهو مذهب الجمهور، ومنهم الجرمي المبرد وابن السراج والفارسي وابن جني وغيرهم(٥).
  وقيل: يتعين الثاني، وقيل: مبتدأ حذف خبره، وإليه ذهب ابن عصفور(٦).
  وقيل: بدل من الفاعل، وإليه ذهب ابن كيسان(٧)، واقتصر في النظم على القولين الأولين فقال:
(١) في "أ": "الفاعل"، والتصويب من "ب"، "ط".
(٢) في "ب": "والمخصص".
(٣) في "ب": "أولى".
(٤) شرح التسهيل ٣/ ١١٦.
(٥) انظر شرح التسهيل ٣/ ١١٦ - ١١٧، وشرح ابن يعيش ٧/ ١٣٧.
(٦) المقرب ١/ ٦٩.
(٧) شرح المرادي ٣/ ١٠٠ - ١٠١.