شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

مدخل

صفحة 132 - الجزء 2

باب التوكيد:

  والتأكيد أيضًا لغة فيه، ولم ينفرد أحدهما بتصرف فيجعل أصلا، يقال: وكد توكيدًا وأكد⁣(⁣١) تأكيدًا، والواو أكثر، ولذلك شاع استعماله بالواو وعند النحاة.

  والمراد به التابع.

  "وهو ضربان: لفظي، وسيأتي" آخر الباب، "ومعنوي": وهو تابع بألفاظ مخصوصة⁣(⁣٢)، ولذلك استغنى به عن حده، "وله سبعة ألفاظ" محصورة، وغيرها كالتابع لها، اللفظ "الأول والثاني⁣(⁣٣): النفس والعين، ويؤكد بهما لرفع المجاز عن الذات"، وإلى ذلك أشار الناظم بقوله:

  ٥٢٠ - بالنفس أو بالعين الاسم أكدا ... ....................................

  "تقول: جاء الخليفة، فيحتمل" أنه على تقدير مضاف، و"أن الجائي خبره، أو ثقله"، بكسر المثلثة وسكون القاف: واحد الأثقال، وبفتحهما: متاع المسافر وحشمه⁣(⁣٤).

  "فإذا أكدت بالنفس" فقط "أو بالعين" فقط، "أو بهما" معًا بشرط تقديم النفس، فقلت: جاء الخليفة نفسه، أو عينه أو نفسه عينه، "ارتفع ذلك الاحتمال" عن الذات، وصار الكلام نصا على ما هو الظاهر منه، وارتفع المجاز الحقيقة. ونص ابن عصفور على أن التوكيد يضعف احتمال المجاز⁣(⁣٤)، ولا يرفع احتماله البتة.


(١) سقط من "ب": "وأكد تأكيدًا".

(٢) في شرح ابن الناظم ص ٣٥٧: "أما المعنوي فهو: التابع الرافع احتمال تقدير إضافة إلى المتبوع، أو إرادة الخصوص بما ظاهره العموم".

(٣) بعده "ب": "من ألفاظه".

(٤) سقطت من "ب".