شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

فصل 1

صفحة 156 - الجزء 2

فصل:

  في كيفية استعمال حروف العطف وبيان معانيها:

  "أما الواو فلمطلق الجمع" بين المتعاطفين من غير دلالة على ترتيب وعدمه على الصحيح. خلافًا للفراء وهشام وثعلب⁣(⁣١) من الكوفيين وقطرب من البصريين في زعمهم أنها تفيد الترتيب⁣(⁣٢). والتعبير بمطلق الجمع مساو للتعبير بالجمع المطلق من حيث المعنى، ولا التفات لمن غاير بينهما بالإطلاق والتقييد، وقد أطال الناس في الاختلاف⁣(⁣٣) في المعنى، ولا التفات لمن غاير بينهما بالإطلاق والتقييد، وقد أطال الناس في الاختلاف⁣(⁣٣) في ذلك حتى أفردوه بالتصنيف.

  وإذا ثبت أنها لمطلق⁣(⁣٤) الجمع في الحكم، "فتعطف متأخرًا في الحكم" على متقدم عليه "نحو: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ} " [الحديد: ٢٦] فـ"إبراهيم" معطوف على نوح عطف متأخر على متقدم. "و" تعطف "متقدمًا" في الحكم على متأخر "نحو: {كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ " اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}⁣[الشورى: ٣] فـ"الذين" معطوف على الكاف مع إعادة الجار عطف متقدم على متأخر.

  "و" تعطف "مصاحبًا" للمعطوف عليه في الحكم نحو: " {فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَة} " [العنكبوت: ١٥]. فـ: أصحاب السفينة: معطوف على الهاء عطف مصاحب، وإلى ذلك أشار الناظم بقوله:

  ٥٤٣ - فاعطف بواو لاحقًا أو سابقا ... في الحكم أو مصاحبًا موافقا


(١) في "ب": "تغلب".

(٢) شرح ابن الناظم ٣٧١ - ٣٧٢، وشرح التسهيل ٣/ ٣٤٩ - ٣٥٠، ومعاني القرآن للفراء ١/ ٣٩٦.

(٣) في "ب": "الإطلاق".

(٤) في جميع النسخ: "الاجتماع"، والتصويب من حاشية يس ٢/ ١٣٥ حيث قال: "قوله لمطلق الجمع، قال الدنوشري: محل كونها لمطلق الجمع ما لم تقع قبل إما الثانية".