شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

فصل 1

صفحة 197 - الجزء 2

فصل:

  "يبدل الظاهر من الظاهر، كما تقدم، و" ذهب ابن مالك في التسهيل⁣(⁣١) إلى أنه "لا يبدل المضمر من المضمر" وقوفًا من السماع، "ونحو: قمت أنت"، ورأيتك أنت، "ومررت بك أنت، توكيد اتفاقًا" من البصريين والكوفيين، "وكذلك نحو: رأيتك إياك"، توكيد "عند الكوفيين والناظم" لا بدل، خلافًا للبصريين.

  قال الناظم في شرح التسهيل⁣(⁣٢): وقول الكوفيين عندي أصح؛ لأن نسبة المنصوب المنفصل من المنصوب كنسبة المرفوع المنفصل من المرفوع المتصل نحو: فعلت أنت، والموفوع توكيد بإجماع، فيلكن المنصوب توكيدًا، فإن الفرق بينهما تحكم بلا دليل.

  قال الشاطبي: والظاهر مذهب البصريين لما ثبت عن العرب أنها إذا أرادت التوكيد أتت بالضمير المرفوع المنفصل فقالت: جئت أنت ورأيتك أنت ومررت بك أنت وإذا أرادت البدل وفقت بين التابع والمتبوع فقالت: جئت أنت ورأيتك إياك ومررت به به، فيتحد لفظ التوكيد والبدل في الموفوع، ويختلف في غيره، هكذا نقل سيبويه عن العرب⁣(⁣٣) وتلقاه منه غيره بالقبول، وهم المؤتمنون على ما ينقلون، لأنهم شافهوا العرب وعرفوا مقاصدهم، فلا يعارض هذا بقياس، بأن يقال: فإن نسبة المنفصل إلى المتصل ... إلى آخره مقالة ابن مالك السابقة.

  "و" ذهب أيضًا في التسهيل⁣(⁣٤) إلى أنه "لا يبدل مضمر من ظاهر". وقال في شرحه⁣(⁣٥): "و" الصحيح عندي أن يكون "نحو: رأيت زيدًا إياه، من وضع النحويين


(١) التسهيل ص ١٧٢.

(٢) شرح التسهيل ٣/ ٣٠٥.

(٣) الكتاب ٢/ ٣٩٥ - ٣٨٦.

(٤) التسهيل ص ١٧٢.

(٥) شرح التسهيل ٣/ ٣٣٢.