شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

الفصل الثاني في أقسام المنادي بفتح الدال

صفحة 211 - الجزء 2

الفصل الثاني في أقسام المنادى بفتح الدال:

  "و" ذكر "أحكامه":

  المنادى على أربعة أقسام:

  أحدها: ما يجب فيه أن يبنى على ما يرفع به" من حركة أو حرف، "لو كان معربًا" على سبيل الفرض، "وهو ما اجتمع فيه أمران: أحدهما التعريف، سواء كان ذلك التعريف سابقًا على النداء نحو": زيد، في قولك: "يا زيد"، فزيد معرفة بالعلمية قبل النداء واستصحب ذلك التعريف بعد النداء، وهو مذهب ابن السراج⁣(⁣١) وتبعه الناظم⁣(⁣٢).

  وقيل: سلب تعريف العلمية وتعرف بالإقبال، وهو مذهب المبرد⁣(⁣٣) والفارسي⁣(⁣٤)، وورد بنداء اسم الله تعالى واسم الإشارة⁣(⁣٥)، فإنهما لا يمكن سلب تعريفهما لكونهما لا يقبلان التنكير. "أو" كان التعريف "عارضًا في النداء بسبب القصد والإقبال نحو: يا رجل، تريد به معينًا"، وإليه ذهب الناظم⁣(⁣٦). وقيل: تعريفه بـ"أل" محذوفة ونابت "يا" عنها.

  "و" الأمر "الثاني: الإفراد، ونعني به أن لا يكون مضافًا ولا شبيهًا به، فيدخل في ذلك المركب المزجي والمثنى والمجموع" على حده وغيره تذكيرًا وتأنيثًا.


(١) الأصول ١/ ٣٢٩.

(٢) شرح الكافية الشافية ٣/ ١٢٤٩.

(٣) المقتضب ٤/ ٢٠٥.

(٤) الإيضاح العضدي ٤/ ٢٠٥.

(٥) الإنصاف ١/ ٣٣٨، المسألة رقم ٤٦.

(٦) في "ط": "ابن الناظم" مع أن ابن الناظم لم يقل هذا، وإنما هذا القول لوالده في شرح الكافية الشافية ٣/ ١٢٤٩.