باب الإعراب والبناء
  غيره. وبنيت على الضم لدلالتها على الظرفين: ظرف المكان وظرف الزمان، ألا ترى أنَّ (نَحْنُ) لَما دلت على الجمع(١) والتثنية بنيت على الضم، فكذلك (حَيْثُ). فأما دلالتها على ظرف المكان فظاهر وهو كثير، نَحْو قوله تعالى /: {وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ}(٢) {وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ}(٣). وأما دلالتها على ظرف الزمان ففي نَحْو قول الشاعر(٤):
  ٣ - لِلْفَتَى عَقْل يَعيشُ بِهِ ... حَيْثُ تَهْدي ساقَهُ قَدَمُه
  وقال قوم: إِنَّما بُنيَتْ على الضَمّ؛ لأنَّها مُنعت من الإضافة إلى المفرد، وأضيفت إلى الجُمَل، ومن حقِّ كُلِّ اسم أن يُضاف إلى المفرد، فلما امتنعت(٥) (حَيْثُ) من الإضافة إلى المفرد أَشْبَهَتْ (قَبْلُ) و (بَعْدُ) لَمّا مُنعا من الإضافة بُنيا على الضم؛ ليكون الصَّمَّ عِوَضًا لهما من المحذوف. و (الفَراءُ) يُجيز إضافتها إلى ما بعدها فيفتح(٦) الثّاءَ ويَكْسِرُ ما بعدها بها وأنْشَدَ:
  ٤ - أما تَرى حَيْثُ سُهَيْل طالعا
(١) في (ع): (على الجماعة).
(٢) البقرة: (١٤٩)، (١٥٠).
(٣) البقرة: (١٤٤)، (١٥٠).
(٤) هو طرفة بن العبد.
٣ - البيت من المديد. انظر ديوانه: ٨٦، ومجالس ثعلب: ١/ ١٩٧، والعقد الفريد: ٦/ ٢٥٨، وشرح المفصل لابن يعيش: ١٠/ ٩٢، والمساعد: ١/ ٥٣٠ والهمع: ١/ ٢١٢، والخزانة: ٣/ ١٦٢.
(٥) في (ع): (مُنعت).
(٦) في (ع): (ويفتح).
٤ - البيت من مشطور الرجز غير معروف القائل. وهو في شرح المفصل: ٤/ ٩٠، وشرح الكافية للرضي: ٢/ ١٠٨ وشرح الكافية الشافية: ٢/ ٩٣٧، والمغني: ١٤١، والمساعد: ١/ ٥٢٩، والهمع: ١/ ٢١٢، والخزانة: ٣/ ١٥٥، والمقاصد: ٣/ ٢٨٤.
وسهيل: اسم نجم. وبعده: «نَجْماً يُضيء كالشهاب لامعاً».