البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب الإعراب والبناء

صفحة 34 - الجزء 1

  غيره. وبنيت على الضم لدلالتها على الظرفين: ظرف المكان وظرف الزمان، ألا ترى أنَّ (نَحْنُ) لَما دلت على الجمع⁣(⁣١) والتثنية بنيت على الضم، فكذلك (حَيْثُ). فأما دلالتها على ظرف المكان فظاهر وهو كثير، نَحْو قوله تعالى /: {وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ}⁣(⁣٢) {وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ}⁣(⁣٣). وأما دلالتها على ظرف الزمان ففي نَحْو قول الشاعر⁣(⁣٤):

  ٣ - لِلْفَتَى عَقْل يَعيشُ بِهِ ... حَيْثُ تَهْدي ساقَهُ قَدَمُه

  وقال قوم: إِنَّما بُنيَتْ على الضَمّ؛ لأنَّها مُنعت من الإضافة إلى المفرد، وأضيفت إلى الجُمَل، ومن حقِّ كُلِّ اسم أن يُضاف إلى المفرد، فلما امتنعت⁣(⁣٥) (حَيْثُ) من الإضافة إلى المفرد أَشْبَهَتْ (قَبْلُ) و (بَعْدُ) لَمّا مُنعا من الإضافة بُنيا على الضم؛ ليكون الصَّمَّ عِوَضًا لهما من المحذوف. و (الفَراءُ) يُجيز إضافتها إلى ما بعدها فيفتح⁣(⁣٦) الثّاءَ ويَكْسِرُ ما بعدها بها وأنْشَدَ:

  ٤ - أما تَرى حَيْثُ سُهَيْل طالعا


(١) في (ع): (على الجماعة).

(٢) البقرة: (١٤٩)، (١٥٠).

(٣) البقرة: (١٤٤)، (١٥٠).

(٤) هو طرفة بن العبد.

٣ - البيت من المديد. انظر ديوانه: ٨٦، ومجالس ثعلب: ١/ ١٩٧، والعقد الفريد: ٦/ ٢٥٨، وشرح المفصل لابن يعيش: ١٠/ ٩٢، والمساعد: ١/ ٥٣٠ والهمع: ١/ ٢١٢، والخزانة: ٣/ ١٦٢.

(٥) في (ع): (مُنعت).

(٦) في (ع): (ويفتح).

٤ - البيت من مشطور الرجز غير معروف القائل. وهو في شرح المفصل: ٤/ ٩٠، وشرح الكافية للرضي: ٢/ ١٠٨ وشرح الكافية الشافية: ٢/ ٩٣٧، والمغني: ١٤١، والمساعد: ١/ ٥٢٩، والهمع: ١/ ٢١٢، والخزانة: ٣/ ١٥٥، والمقاصد: ٣/ ٢٨٤.

وسهيل: اسم نجم. وبعده: «نَجْماً يُضيء كالشهاب لامعاً».