باب الإعراب والبناء
  وفيها لغات (حَيْثُ) بالضم، و (حَيْتَ) بالفتح، و (حوت) بواو، و (حيث) بالكَسْرِ(١)، وهي أضْعَفُها(٢).
  فأما (قَبْلُ) و (بَعْدُ) فظرفان من ظروف الزَّمان، وأصلُهُما أَن يكونا مُعْرَبَيْنِ، تقول: آتيك(٣) قبل يوم الجُمُعَةِ، قال الله تعالى: {مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ}(٤) ويدخُلُ عليهما(٥) التنوين، فتقول: جئتك قبلاً وبعداً. إلا أنهما لما منعا الإضافة صار معناهما فيما كان مضافًا إليهما فأشبَها الحروف التي معانيها في غيرها، وبنيا(٦) على الضم؛ ليكون الضم عوضا لهما من المحذوف [منهما](٧)؛ لأنهما جعلا غايَةً. ولم يبنوا شيئًا من هذه الظروف على السكون؛ لأنَّ فيها ما قبل طرفه ساكن وليدلوا على قوتها في الأصل؛ لأنَّ فيها ما كان معربا في حال.
  فأما (منذ) فيكون حرفًا ويكون اسماً، فإذا جررت ما بعدها كانت حرفا وإذا رفعته فهي اسم، ولها باب يُستوفى(٨) الكلام فيه. وبنيت على الضم لاتباع
(١) في (ع): (بكسر الثاء).
(٢) (حَيْثُ) بضم الثاء لغة أكثر العرب، وهي اللغة العالية، و (حَوْثُ) لغة طيء و (حيث) بفتح الثاء لغة بني يربوع وطهَيَّةَ من تميم، وحَيْثِ) بكسر الثاء لغة بني أسد بن الحارث بن ثعلبة وبني فقعس. المغني: ١٤٠، واللسان: (حيث).
(٣) في (ع): (أتيتك).
(٤) المائدة: (٣٤).
(٥) في (ع): (عليها) وهو تحريف.
(٦) في (ع): (وبنيتا).
(٧) تكملة من (ع).
(٨) في (ع): (نستوفي الكلام فيه).