باب الإعراب والبناء
  فكسروا مع الياء. قيل له: ذلك(١) قليل نادر، والنادر لا ينقُلُ ثِقَلَ المُسْتَعْمَل.
  وأما الفعل الماضي فإنَّما بُني على الفتح؛ لأنَّه ضارَعَ الفِعْل المضارع، فاسْتَحَق حركة، فأُعطي حركة بين حركتين، وهي الفَتْحَةُ، ونَحْنُ نَسْتَقْصي الكَلامَ فيه إِذا صرنا إلى باب إعراب الأفعال إن شاء الله تعالى.
  فأما (إنَّ) و (رب)(٢) وَ (ثُمَّ) فَبُنِيَتْ على الفتح لمكان التضعيف؛ لأن الضم والكسر بَعْدَ التضعيف مستقل فَعَدلُوا إلى الفتح الخفيف.
  وقد ذكَرْتُ علة بناء الحروف، ولك أن تقول: إنَّ الحرف جزء من الفعل أو اسم، فلهذا بني.
  فأما (أمس) و (هؤلاء) فإنَّ بعض الناس يقول: (أمس) تضمن معنى لام التعريف؛ لأن الأصل كان فيه (الأمس)، فحذفت اللامُ وضُمن معناها، فتضمن معنى حرف(٣) فَبني، وبنوه(٤) على الكسر؛ لأنَّ من حقه أن يكون ساكنا، كم(٥) بينا أن أصل البناء السكون، فاجتمعت السين ساكنة والميم ساكنة، فحُرِّكَ بالكسر لالتقاء الساكنين، والأصل في الساكنين إذا التقيا أن يُحرك أحدهما بالكسر. وقال بعضهم(٦): هو مُعرب غير مُنْصَرِف لِعُدوله عن الألف واللام فهؤلاء يرفعون وينصبون بلا تنوين(٧) ولا يَدْخُلُهُ جَرٌ ولا كسر(٨) إلا مع
(١) في (ع): (قيل: إِن ذلك).
(٢) (رب): ساقطة من (ع).
(٣) (فتضمن معنى الحرف): ساقط من (ع).
(٤) في (ع): (وبني).
(٥) في (ع): (لما) بالام.
(٦) حكى ذلك الكسائي. انظر الهمع: ١/ ٢٠٩.
(٧) في (ع): (... وينصبون بالنون)، وهو وهم.
(٨) في (ع): (جَرِّ ولا تنوين)، وهو خطأ؛ لأن التنوين يعاقب الإضافة.