باب إعراب الاسم الواحد
  في اسم واحد تعريف وتنكير، وهذا محال، فلهذا متى أَضَفْتَ حَدَقْتَ التَّنْوينَ. فَأَمَا جر الثاني على كُلِّ حال فإنَّما يَنْجَرُّ بتقدير حرف الجر، فحذف حرف الجر، وأقيم الاسم الأول مقامه. ويُقَدِّرُ تارة باللام وتارة بـ (من)(١)، فاللام نَحْو قولك: (غُلامُ زيْد) و (دارُ عَمْرو)، والتَّقدير: غُلامٌ لِزَيْدِ، ودارٌ لِعَمْرِو. أما (مِنْ) فنحو قولك: (ثوبُ خَنُ) و (قميص كتانٍ) [و](٢) التَّقْدِيرُ: (ثَوْبٌ مِنْ خَزّ) و (قميص مِنْ كتان). وشرح الإضافة يُستوفى في موضعه إن شاء الله تعالى.
  قال: «وغَيْرُ المنصرف ما شابه الفعل من وجهين، وتدخُلُهُ(٣) الضمة والفَتْحَةُ، ولا يدْخُلُهُ جَرَّ ولا تَنْوين، ويكون آخره في الجر مفتوحا. فإن أُضيف أو دخلته الألف واللام فَأُمِنَ فيه التَّنْوينُ دَخَلهُ الجَرُّ في موضع الجَر، تقول في الرفع: هذا أحْمَدُ وعُمَرُ، وفي النَّصْبِ: رأيتُ أَحْمَدَ وَ عُمَرَ، وفي الجَرِّ: مررت بأحْمَدَ وعُمَرَ، وتقولُ مع الإضافة: عَجِبْتُ مِنْ أَحْمَدِكُمْ وَعُمَرِكُم، ومع الألف واللام: عجبتُ من الفَرَسِ الأَشْقَرِ، ونظرتُ إلى الرَّجُلِ الأسمر».
  اعلم أنه قد مضى ذكر مُشَابَهَة الاسم الذي لا ينْصَرِفُ للفعل وبيان ما يدخُلُه من الحركات. والذي يختص هذا الفصل أنه إذا أُضيف، أو دخلته الألف واللام انجر، والنّاسُ فيه على قولين: فـ (سيبَوَيْهِ) ومَنْ وافقه(٤) يقول(٥): إِنَّ
(١) في الأصل: (لـ «من») باللام، وهو تحريف، والتصويب من (ع).
(٢) زيادة من (ع).
(٣) في (مل): (وتدخله الحركات الضمة ...) وانظر تعليق محقق اللمع والذي أرجحه أنها مقحمة من ناسخ النسخة التي رمز لها المحقق بـ (ب)، لأنها لا توجد في سواها.
(٤) انظر الكتاب: ١/ ٧، ووافقه المبرد والسيرافي والزجاج والزجاجي انظر المقتضب: ٣/ ٣١٣، والهمع: ١/ ٢٤.
(٥) في (ع): (يقولون).