باب إعراب الاسم الواحد
  الألف واللام والإضافة إذا دخلت على الاسم الذي لا ينصرف أزالت عنه شَبَهَ الأفعال؛ لأنَّ الألف واللام والإضافة لا يدخُلْنَ على الأفعال، فإذا دخلت على اسم لم يبق بينه وبين الفعل مشابهة فجرى بوجوده الإعراب وامْتَنَعَ دُخولُ التَّنْوينِ عليه لأجل الألف واللام والإضافة؛ إذ كانا لا يجتمعان(١). وهذا قول معتمد(٢) عليه. فإن قيل: فإنَّ حُروف الجر إذا دخلت على الأسماء أزالت عنها شبة الأفعال، لأنها غير داخلة على الأفعال، فيلزَمُكُمْ على هذا القول أن تصرفوا كلَّ اسم / دخل عليه حرف الجر. قيل له: الألف واللام والإضافة إذا جُعِلَتْ في الاسم(٣) الذي لا ينصرف أزالت عنه شَبَه الأفعال، ثُم تدخل العوامل عليه، فتصادفه غير مُشابه الأفعال(٤)، فتعمل فيه، وهذا(٥) المعنى غير موجود في حروف الجر(٦)، فإنَّها تدخل على ما لا ينصرف وهو مشابه للفعل فلا ينفُذُ عملها فيه، ومن النّاس(٧) من يقول: إِنَّ الاسم بدخول الألف واللام أو الإضافة أُمِنَ فيه التَّنْوين، فدخله الكَسْرُ في موضع الجرّ، وإِنَّمَا امْتَنَعَ منه الجَرُّ مخافةً من دخول التَّنْوين؛ لأنَّ الجرَّ لا يكاد يوجد إلا والتَّنْوين معه إلا في حال الألف واللام أو الإضافة، فإذا زال(٨) التنوين دخل الكسر في موضع الجر، وإنما علامة
(١) في الأصل: (لا يجتمع)، وهو سهو، والتصويب من (ع).
(٢) في (ع): (يعتمد).
(٣) في (ع): (دخلت على الاسم).
(٤) في (ع): (للأفعال).
(٥) في (ع): (فهذا).
(٦) في (ع): (في الحروف فإنها ...).
(٧) هذا من كلام سيبويه. انظر الكتاب: ١/ ٧، ٢/ ١٣.
(٨) في (ع): (فإذا أمن التنوين).