باب إعراب الاسم الواحد
  الصرف دخول التنوين.
  قال: «فإن وقفت على المرفوع والمجرور حذفت التنوين، لأنه زائد لا يوقف عليه، وأسكنت آخرَهُما؛ لأنَّ العَرَبَ إِنَّمَا تَبْتَدِئُ بالمتحرك وتقف على الساكن، تقول في الوقف: هذا زيد، ومررتُ بزيد.
  فإن وقفت على المنصوب المنوَّنِ أَبْدَلْتَ مِنْ تَنْوينِهِ(١) ألفًا، تقول في الوقف: رأيتُ زيدا، فإن لم يكن المنصوب منوَّنا كان الوقف عليه ساكنا كالمرفوع والمجرور، تقول في الوقف: ضربت عُمَر، وأَكْرَمَتُ الرَّجُل».
  اعلم أنَّ للعرب في الوقف مذاهب يطول شرحها(٢)، ولكن أُشير إلى بعضها لِيُتَوَصَلَ به إِلى بَقيتِها. فإذا وقفت على الاسم الظاهر السالم(٣)، نَحْوُ (زَيْد) و (عمرو) و (خالد) فإن كان الاسم منصوباً منونًا أبدلت من تنوينه ألفًا بلا خلاف، تقول: رأيتُ زيدا ورَجُلا. فإن كان مرفوعاً أو مجروراً، فلك فيه خمسة أوجه: إسكان مجرد وهو الذي اختاره ابن جني، وإشمام، ورومُ الحركة، وتضعيف حرف الإعراب، وإلحاق الواو والياء.
  فأما الإشمام فهو شيء تصنَعَهُ لِمَنْ ينظُرُ إليك وليس بصوت يُسْمَعُ، وإِنَّما هو ضم شَفَتَيْكَ بغير تصويت(٤)، حتى إنَّ الأعمى لا يُفَرِّقُ بينه وبين غيره، وإِنَّما يكون في الرفع والضم.
(١) في (مل): (من تنوينه في الوقف ألفا).
(٢) انظر ما سيأتي في الحاشية رقم (٩) من الصفحة التالية.
(٣) في (ع): (التام).
(٤) (وإنما هو ضم شفتيك بغير تصويت): ساقط من (ع).