باب إعراب الاسم الواحد
  على إخراج الحركة من السكون على كل حالٍ. وأما الذين ضاعفوا فبالغوا في التوكيد؛ لأنهم جاؤوا بحرف لا يكون ما(١) بعده إلا متحركًا، لتعذر التقاء الساكنين.
  ولكل واحد منهما علامة فللإشمام(٢) نُقطةٌ، وللسكون خاء، وللزوم(٣) الحركة خط بين يدي الحرف، وللتضعيف(٤) شين. وإنما جعلوا للسكون خاء؛ لأنَّها أوَّلُ (خفيف) فدلّوا على خِفَّته(٥)، وجعلوا للتّضعيف شيئًا؛ لأنَّها(٦) أَوَّل (شديد) فدلوا على تشديده(٧)، وجعلوا للإشمام نُقطة، وللرَّوْمِ خطا؛ لأنَّ الإشمام أضعَفُ من الروم. وأما الذين قلبوا من الضمة واوا ومن الكسرة ياء فأجروهما مُجْرى النصب إذا قلبت من الفتحة ألفًا وليس عليه العمل. وإنما اختار ابن جني الوقف على الساكن؛ لأنَّه قد ثبت أن الابتداء لا يكون إلا بالحركة فوجب أن يكون الوقف بالسكون؛ لأن الحركة ضد السكون، والوقف ضد الابتداء، فلما كان الابتداء بالحركة كان الوقف بالسكون.
  فإن قال قائل: فلِمَ أبدلوا من التَّنْوين مع الفتحة ألفًا في حال النصب ولم يُبدلوا من الضمة واوا، ومن الكسرة ياءً؟
  قيل له: لو فعلنا ذلك لأدَّى إلى الالتباس وتحمل النقل. فأما الالتباس
(١) (ما): ساقطة من (ع).
(٢) في الأصل: (ولا شام)، وهو تحريف، والتصويب من (ع).
(٣) في الأصل و (ع): (ولزوم)، وهو تحريف.
(٤) في الأصل (والتضعيف) وهو تحريف، والتصويب من (ع).
(٥) في الأصل: (خيفته)، وهو تصحيف، والتصويب من (ع).
(٦) في الأصل: (لأن)، وهو سهو، والتصويب من (ع).
(٧) في (ع): (على شدته).