البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب إعراب الاسم الواحد

صفحة 52 - الجزء 1

  فلأنك إذا قلت: مررت بزيدي، لم يُعلم هل هذه الياء ياء المُتَكَلِّمِ إِذا أضاف إلى نفسه أو بدل من الكسرة، وكذلك إذا قلت: هذا زيدو، لم يُعلم هل⁣(⁣١) هذه الواو واو الجماعة أو عوض⁣(⁣٢) من الضَّمَّة ألا ترى / أنا إذا قلنا: هذا حجرو، أَنَّهُ يَشتبه بفعل جماعة من قولك: حَجَروا عليه⁣(⁣٣). وأما⁣(⁣٤) النَّصْبُ فلا⁣(⁣٥) يوقعُ لَبْساً.

  وأما الثقل فلان الواو إذا وقعت طرفًا وقبلها ضمةٌ رفضوها؛ إذ ليس ذلك ببناء⁣(⁣٦) في كلامهم، فأما الياء فلاجتماع الأمثال وذلك مستثقل أيضا، وعلةٌ أُخرى وهي أن العرب تُخفِّفُ الصَّمَّةَ والكسرة إذا كانتا من نفس الكلمة، فالطارئة أولى بالتخفيف، ولا يُخَفِّفون الفتحة، مثال ذلك أنهم يقولون في (عَضُد): (عضدٌ)، وفي (فَخِذ): (فَخَدٌ)، ويقولون في (عَلِمَ): (عَلَمَ) وفي (شَهِدَ): (شهد) قال الشاعر⁣(⁣٧):

  ٨ - إذا غابَ عَنا غابَ عَنَا رَبيعنا ... وَإِنْ شَهْدَ أَجْدَى فَضْلُهُ وَنَوَافَلُهُ

  [فَيُخَفِّفُونَ الصَّمَّةَ والكَسرَة]⁣(⁣٨) ولا يقولون في (قلم): (قَلْمٌ)، ولا في (ضَرَبَ):


(١) (هل): ساقطة من (ع).

(٢) في (ع): (عوضا)، وهو خطا.

(٣) في (ع): (حجروا عليه حجرا).

(٤) في (ع): (فاما).

(٥) في (ع): (فإنه لا).

(٦) في (ع): (بناء).

(٧) هو الأخطل.

٨ - البيت من الطويل. من قصيدة يمدح بها بشر بن مروان بن الحكم. وهو في شعره صنعة السكري: ١/ ٣٤٨ برواية: (... عنا فراتنا وإن شهد أجدى فيضه جداوله) وانظر سيبويه: ٢/ ٢٥١ والرواية فيه: (شهد) والمرتجل: ١٣٨، وشرح الكافية الشافية: ٢/ ١١٠١، والمخصص: ١٤/ ٢٢٢، والهمع ٢/ ٨٤.

(٨) زيادة من (ع).