باب إعراب الاسم المعتل
  بقاضيك](١) فأسكنت الياء استثقالاً للصَّمَّة والكسرة عليها، وبقيت ساكنة. وتقول في النَّصب: رأيت القاضي، ورأيتُ قاضيك، ففتحة الياء علامة النصب، فإن وقفت على ما لا تنوين فيه، وقفت بالياء ساكنةً تقول في الوقف: هذا القاضي، ومررتُ بالقاضي. ويجوز أن تقف بلا ياء، فتقول: هذا القاض، ومررت بالقاض، وتقولُ في النَّصب: رأيت القاضي / تقف بالياء لا غير».
  اعلم أنا قد بينا الوجه في استثقالهم الضمة والكسرة على الياء. فإذا كان الاسم منون وسقطت الحركة من الياء، بقيت الياء مع التنوين، فأسقطوا الياء لاجتماع الساكنين، قال تعالى: {وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ٣٣}(٢) (٣).
  فأما إذا لم يكن في الاسم تنوين لدخول الألف واللام فالوجه سكون الياء في حال الرفع والجَر، لأنَّك تُخَفِّفُها بحذف الحركة فقط، وليس لحذفها وجه. وقد حذفها قوم(٤)، واكتفوا بكسرة ما قبلها عنها، وجاء في القرآن، قال الله تعالى: {وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ}(٥) (٦) وهذا الحذف كما حذفوا في قوله تعالى:
(١) تكملة من (ع) و (مل).
(٢) الرعد: (٣٣)، والزمر: (٢٣)، و (٣٦)، وغافر: (٣٣).
(٣) في الأصل و (ع) أُخْرَ هذا الشاهد فوضع بعد قوله تعالى: (واستمع يوم ينادي المناد) ولا وجه للاستشهاد به في هذا الموضع، وقد قدمته إلى الموضع الذي يتناسب فيه الشاهد مع ما سبق له.
(٤) هذه لغة لفريق من العرب لم أقف على مرجع حددهم فيما نظرت من المراجع.
(٥) ق: (٤١).
(٦) وهي قراءة عاصم والكسائي وحمزة وابن عامر وخلف. وقرأ نافع وأبو جعفر بالياء وصلاً، وبحذفها وقفا. وقرأ ابن كثير ويعقوب بالياء وصلاً ووقفًا. انظر السبعة لابن مجاهد: ٦٠٧، والتيسير للذاني: ٢٠٢، والنشر لابن الجزري: ٢/ ٣٧٦، والحجة في القراءات السبع المنسوب لابن خالويه: ٣٣١، وحجة القراءات لأبي زرعة: ٦٧٨، والكشف عن وجوه القراءات للقيسي: ٢/ ٢٨٧، وإعراب القرآن للنحاس ٣/ ٢٢٦.