باب إعراب الاسم المعتل
  {وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ ٤}(١) فحذفوا الياء(٢) تخفيفًا واكْتُفِي(٣) بكسرة ما قبلها. وبعضهم يقول: إنَّما حذفت الياء؛ لأنَّه قدر الاسم نكرة منونا، فحذف الياء مع التنوين ثُمَّ أدخل الألف واللام بعد ذلك.
  فأما في حال الإضافة في الرفع والجرِّ(٤) فإنَّها تثبت ولا يجوز حذفها وإنما نخفقها بحذف الحركة. فإذا صرت إلى النصب فتحتها مع الألف واللام ومع الإضافة في حال الوصل(٥) لخفّة الفتحة عليها. فإن وقفت على ما فيه الألف واللام في حال النصب وقفت بياء ساكنة، فتقول: رأيت القاضي؛ وذلك لأنك تحذف الحركة للوقف لَمّا ثَبَتَ أنَّهم لا يقفون إلا على ساكن.
  ولا يجوز أن تحذف الياء تخفيفا كما فعلت(٦) في الرفع والجر؛ وذلك لان هذه الباء لما تحركت في الوصل قويت بالحركة، فلم يتطرق عليها(٧) إسقاط لا في اللفظ ولا في الخط، واعلم أنَّ هذه الحركة في حال النَّصب يجوز للشاعر في حال الضرورة أن يُسكنها قال (المُبَرِّدُ)(٨): وذلك منْ أَحْسَنِ الضرورات؛ لأنَّهم شبهوا الياء بالألف؛ لأنَّهما أُخْتان(٩)، ومن ذلك قول الشاعر(١٠):
(١) الفجر: (٤) وهي قراءة ابن عامر وعاصم والكسائي وحمزة، وقرأ نافع بالياء وصلاً ووقفا، واختلفوا في النقل عن أبي عمرو انظر السبعة ص ٦٨٣. وانظر معاني القرآن للفراء: ٣/ ٢٦٠.
(٢) في (ع): (فحذفوا الياء في موضع الجر تخفيفًا) بإقحام (في موضع الجر) وهو خطأ.
(٣) في (ع): (واكتفاء).
(٤) (في الرفع والجر): ساقط من (ع).
(٥) (في حال الوصل): ساقط من (ع).
(٦) في (ع): (كما فعلوا).
(٧) كذا في الأصل و (ع)، ولعل الصواب (إليها).
(٨) في الأصل (المراد) وهو تصحيف. والتصويب من (ع).
(٩) لم أقف على كلام المبرد هذا في المقتضب والكامل.
(١٠) هو رؤبة بن العجاج.