البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب إعراب الاسم المعتل

صفحة 61 - الجزء 1

  فضم الباء من (مُصغي). وما يأتيك فقس عليه فإن في المسائل طولاً.

  قال: «وأما المقصور فكُلُّ اسم وقعت في آخره ألف مفردة، نحو: (رحى) و (عصا). والمقصور كُلُّهُ لا يدخله شيء من الإعراب؛ لأن في آخره ألفا. والألف لا تكون إلا ساكنة، تقول في الرفع: هذه عصا يا فتى، وفى النصب: رأيت عصا يا فتى، وفى الجرّ: مررت بعضًا يا فتى، كله بلفظ واحد، وسقطت الألف من اللفظ لسكونها وسكون التنوين بعدها، وبقيت الفتحة قبلها تدلُّ على الألف المحذوفة».

  اعلم أنَّ هذا الاسم المعتل إِنَّما سمّي مقصوراً؛ لأنَّه قصر عن جميع الإعراب، فصار على حال⁣(⁣١) واحدة، فلا يدخله رفع، ولا نصب، ولا جر، وإنما يدخله التنوين إذا كان منصرفًا للفرق بين ما ينصرف وما⁣(⁣٢) لا ينصرف. وإنما لم يدخله شيء من الإعراب؛ لأن في آخره ألفا، والألف حرف ساكن، لا يحتمل حركة ألبتة، فلو حُرِّكَ لانقلب همزة فكان يخرج عن موضوعه، وبعضهم يسميه (الحرف الميت)⁣(⁣٣)؛ وذلك لأنه بالسكون وامتناع دخول الحركة عليه شبهوه بالميت. فإذا قلت: هذه عصا، فعلى الألف ضمَّةٌ مقدرةٌ، ورأيت عصا، فعلى الألف فتحة مقدرة، ومررت بعضاً، فعلى الألف كسرة مقدرة؛ وذلك لأنَّ كل اسم معرب لا⁣(⁣٤) بد له من إعراب إما في اللفظ أو في التقدير، إذا وقع موقعا يستحق الإعراب، فلما


(١) في (ع): (على حالة) بالتاء.

(٢) في (ع): (وبين ما ...).

(٣) انظر الكتاب لسيبويه: ٢/ ١٦٤.

(٤) في الأصل: (فلا)، وما أثبته من (ع).