باب إعراب الاسم المعتل
  امتنع دخول الإعراب لفظاً لأجل الألف قدر عليها، قال الله تعالى: {يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا}(١) فالأول مرفوع، والثاني مجرور، ولفظهما سواء، وكذلك قوله تعالى: / {وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً}(٢) فـ (قُرى) منصوبةٌ، ولا يظهر فيها فتح لما بيَّنت لك. فإذا وصلت هذا الاسم المقصور بما بعده سقطت الألف التي هي حرف الإعراب لدخول التنوين؛ لأنَّ التنوين ساكن، ولا يجتمع ساكنان؛ لأنهما متى اجتمعا فلا بد من حذف أحدهما أو تحريكه، والألف قد بينا أنَّه لا يدخلها حركة، والتَّنوينُ إِنَّما يتحرك إِذا لقيه ساكن بعده، فلم يكن بد من حذف أحدهما، فحذفت الألف، وكانت(٣) بالحذف أولى لأمرين: أحدهما: أنَّ فتحة ما قبلها تنوب عنها. والثاني: أنَّ التنوين دخل لمعنى، وما دخل لمعنى لا يُحذف؛ لأنَّه لو حذف لزال المعنى، فأُشبه(٤) المنصرف بغير المنصرف.
  قال: «فإن وقفت على المرفوع والمجرور من هذا حذفت التنوين، كما فعلت في الصحيح، ووقفت على الألف التي هي حرف الإعراب.
  تقول في الوقف: هذه عصا، ومررت بعصا. فإن وقفت على المنصوب المنون أبدلت من تنوينه ألفاً وحذفت الألف الأولى التي هي حرف الإعراب لسكونها وسكون الألف التي هي عوض من التنوين
(١) الدخان: (٤١).
(٢) سبأ: (١٨).
(٣) في الأصل: (فكانت (بالفاء. وما أثبته من (ع).
(٤) في (ع): (فاشتبه).