باب إعراب الاسم المعتل
  بعدها، تقول في الوقف: رأيتُ عصا. فإن لم يكن المقصور منونًا كانت ألفه ثابتة على كل حال ما لم يلقها ساكن من كلمة بعدها، تقول: هذه حبلى، ورأيتُ حُبلى، ومررت بحبلى.
  اعلم أن جمهور النحويين كـ (سيبَوَيْهِ) وأصحابه [وابن جني](١) يقولون: إن الألف في الوقف في حال(٢) الرفع والجر هي حرف الإعراب؛ لأنها إنما تسقط في درج الكلام لأجل التنوين، فإذا زال التنوين بالوقف(٣) ثبتت الألف، فإذا صاروا إلى النصب أبدلوا من التنوين ألفًا، كما يفعلون في قولهم: رأيت رجلا، فتجتمع ألفان الألف التي هي حرف الإعراب والألف المبدلة من التنوين فيحذفون الألف التي هي حرف الإعراب لأجل اجتماع الساكنين، وتبقى الألف المبدلة من التنوين فيقفون عليها، وإِنَّما / لم يحذفوها؛ لأنَّها دخلت لمعنى، وما يدخل لمعنى لا يحذف(٤). فأما غير (سيبويه)، فعنده أن الألف في حال الرفع والنصب والجر بدل من التنوين إذا وقفت عليها، كما تكون في النصب عند (سيبويه)(٥). وهذا رأي (أبي عُثمانَ المازني) و (أبي علي الفارسي). واستدلا بأنَّ التَّنوين إِنَّما يُحذف إذا حذفت حركة ما قبله نحو حذف الضمة من الدال في قولك(٦): ضرب زيد، والكسرة من قولهم(٧): مررت بزيد. و (عصا) و (رَحْى) فتحة الحاء
(١) زيادة من (ع).
(٢) في (ع): (حالة).
(٣) (بالوقف): ليست في (ع).
(٤) انظر التبيين عن مذاهب النحويين: ص ٨٣ وما بعدها، والخصائص: ٢/ ٢٩٦.
(٥) (عند سيبويه): ساقط من (ع).
(٦) (من الدال في قولك): ليست في (ع).
(٧) في (ع): (قولنا).