البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب إعراب الاسم المعتل

صفحة 64 - الجزء 1

  والصاد لازمةٌ لا تزول فإذا لم تزل بقيَ التَّنوين تابعًا، فتقلب منه أ ألفا قياسًا على حالة النصب⁣(⁣١).

  فأما ما لا ينصرف فإنَّ ألفه حرف الإعراب في حالة الوصل والوقف؛ لأنَّ التنوين غير داخل عليه، وأيضًا فإنَّ ألفه غير منقلبة عن ياء⁣(⁣٢) ولا واو، وإنما جاءَتْ علامة للتأتيث، وليس كذلك ألفُ (عصا) و (رَحْى)؛ لأنَّ ألف (عصا) منقلبة عن⁣(⁣٣) واو، وألف (رحى) منقلبة عن⁣(⁣٤) ياء والأصل: (عضو) و (رَحَي)، فتحركت الياء والواو وانفتح ما قبلهما فصارتا ألفين، وليس كذلك ألف (حُبلى) و (دُنْيا)؛ لأنَّها غير منقلبة فهي ثابتةٌ في كُلِّ حال، مالم يلقها ساكن بعدها من كلمة أخرى، فإذا لقيها ساكن من كلمة بعدها سقطت لاجتماع الساكنين⁣(⁣٥)، وبقيت الفتحة تدلُّ عليها فتقول: مررت بحبلى القوم، وما أشبه ذلك.

  قال: «وأما الممدود فكُلُّ اسم وقعت في آخره همزة قبلها ألف، نحو (كساء) و (رداء)، والإعراب جار عليه، تقول: هذا كساء ورداء، ورأيتُ كساءً ورداء، ومررت بكساء ورداء. والمهموز كله يجري عليه الإعراب كما يجري على الصحيح، تقول: هذا قارئ،


(١) انظر التبيين: المسألة (١٩) ص ٨٣ ولم يعز العكبري هذا الرأي إلى أبي علي، إلا أن السيوطي أوضَحَ في الهمع ٢/ ٢٠٥: أن ذلك ورد عن أبي علي في قول ثم رجع عنه إلى رأي سيبويه وأصحابه. وانظر الخصائص: ٢/ ٢٩٦.

(٢) في (ع): (من ياء).

(٣) في (ع): (من واو).

(٤) في (ع): (من ياء).

(٥) في الأصل: (الساكن)، وهو تحريف، والتصويب من (ع).