البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب إعراب الاسم المعتل

صفحة 67 - الجزء 1

  وأخوك، وحموك، وهنوك، وفوك، وذو مال، وفي النصب: رأيت أباك، وأخاك، وحماك، وهناك، وفاكَ، وذا مال. وفي الجر: مررت بأبيك، وأخيك، وحميك، وهنيك، وفيك، وذي مال. فالواو حرف الإعراب، وهي علامة الرفع، والألف حرف الإعراب، وهي علامة النصب، والياء حرف الإعراب، وهي علامة الجر».

  اعلم أن الأسماء المفردة لما كان مدار الكلام عليها جعل إعرابها بالحركات؛ لأن الحركات أبعاض الحروف، وبعض الشيء أخف من كله فقصدوا الحفة والتسهيل. وجعلوا ما كان فرعاً عليها - وهي التثنية والجمع - بالحروف. فأما هذه الأسماء الستة فإنَّها جاءت نادرةً، وإِنَّما جعلوا إعرابها بالحروف؛ ليكون ذلك توطئة للتثنية والجمع، فيكون في الأصل ما كان في الفرع؛ لئلا يخرج بعضه عن بعض. وتسميتنا لها إعراباً إِنَّما هو على سبيل التَّوسع والمجاز؛ لأنَّ حقيقة الإعراب هو الطارئ على الكلمة بعد تمامها، وهذه الواو من نفس الكلمة بدليل: الأخوة والأبوة، والأخوين والأبوين، وما يكون من نفس الكلمة لا يكون إعراباً، ولكنه حرف إعراب وعلامة الإعراب.

  واعلم أن هذه الأسماء تجري على ثلاثة أضرب:

  فمنها ما لا يُستعمل إلا مضافًا إلى اسم ظاهر وهو (ذو)، فهذا الاسم لا يكون إلا مضافًا، وهو بمعنى (صاحب)، فإذا قلنا: زَيْد ذو المال، والتقدير: صاحب المال⁣(⁣١)، وإنما لم يُستعمل مفرداً؛ لأنه لو استعمل مفرداً لدخله التنوين وإذا دخله التنوين احتجت إلى أن تحذف الواو لاجتماع الساكنين، فيبقى⁣(⁣٢)


(١) في (ع): (ذو مال ... صاحب مال).

(٢) في الأصل: (فبقي)، وما أثبته من (ع).