باب التثنية
  للتنوين؛ لأنَّه ليس بمبني؛ إذ(١) لم يشابه الحروف، ولم يغلب عليه شبه الأفعال، فيُمنع من التنوين، فوجب أن يدخل عليه التنوين، ولم يمكن تحريك الألف؛ لأنَّها كانت تنقلب همزة، ولا تحريك الياء؛ لأنَّ الياء إذا تحركت وانفتح ما قبلها صارت ألفا، فألحقوا نونا ساكنة عوضاً من الحركة والتنوين الذي كان يستحقه الاسم المفرد. فإن قيل: فإنَّهم يقولون في تثنية ما لا ينصرف (أَحْمَدانِ)(٢) و (أسودان) و (زينبان) ولا تنوين في ذلك، ويقولون في (هذا): (هذان)، و (هذا) اسم مبني لا تنوين فيه فكيف تثبت النون فيه(٣) في التثنية وليست عوضاً من تنوين؟
  قيل له: أما ما لا ينصرف فإِنَّه بالتثنية زال عنه شبه الأفعال، فصار منصرفًا، فدخلته النون. وأما المبهمات(٤) ففيها أجوبةٌ: منها أن هذه المبنيات المبهمات لما كانت جارية مجرى المُعْرَبَاتِ في التَّثنية أُجريت مجراها في إلحاق التنوين، لئلا يختلف حكم التثنية. ومنها أنَّ هذا ليس بتثنية على الحقيقة، ولكنَّهم جعلوها علما للتثنية، كما جعلوا للواحد عَلَماً وللجمع علما، والدليل على ذلك أنَّ الاسم العلم إذا ثني وجُمع تَنكَّر ودخلته الألف واللام، وهذه الأسماء لا تنكر ولا تدخلها ألف ولام، فعلم أنَّها ليست تثنيةً صحيحةً. فإن قيل: فلم ثبتت النون مع الألف واللام ولا تنوين في [ذلك؟ قيل له: إِنَّ النّون دخلت قبل دخول الألف واللام]، ثم دخلت الألف واللام للتعريف فلم تُزل النّون، كما أزالت التنوين؛ لأن التنوين ساكن يسقط في الوقف، والنون / متحركة ثابتة في الوقف، فلم تقو
(١) في الأصل: (إذا)، وهو تحريف، والتصويب من (ع).
(٢) في (ع): (أحمران).
(٣) (فيه): ساقطة من (ع).
(٤) في (ع): (الأسماء المبهمة).