باب التثنية
  الألف واللام على إسقاطها فثبتت.
  فأما كسر النون فلاجتماع الساكنين(١) وهما الألف والنون، ومتى اجتمع ساكنان فلابد من حذف أحدهما أو تحريكه، ولا يجوز حذف الألف؛ لأنّها علامة للتثنية والرفع، فلو حذفت لاختل المعنى، ولا يجوز حذف النون؛ لأنها دخلت عوضاً من الحركة والتنوين فلو حُذفت لالتبس المنصرف بغير المنصرف، والمعرب بالمبني، فلم يبق إلا تحريك أحدهما، فلو حركت الألف، لانقلبت همزة(٢)، وذلك لا يجوز فحركت النون بالكسر.
  فإن قيل: ولم كان حركة اجتماع الساكنين بالكسر دون الضم والفتح؟ قيل له: إِنَّما كان كذلك(٣)؛ لأنَّ الصَّمَّ والفتح قد يكونان إعرابا ولا تنوين معهما(٤)، والكسر لا يكون إعرابا إلا ومعه تنوين، أو ما يقوم مقام التنوين من الإضافة أو الألف واللام، فلما اضطروا إلى التحريك حركوه بحركة لا يتوهم أنها إعراب.
  وجواب آخر: وهو أن الساكن يشاكل الجزم، فإذا اضطررنا إلى تحريكه(٥) حركَناه بحركة ضده الذي هو الجر.
  قال: «فإن جررت أو نصبت جعلت مكان الألف ياء مفتوحا ما قبلها، تقول: مررتُ بالزيدين، وضربت الزيدين، فالياء حرف الإعراب، وهي علامة التثنية وعلامة الجر والنصب، والنون مكسورة
(١) في الأصل: (الساكن)، وهو تصحيف، والتصويب من (ع).
(٢) (همزة): ساقطة من (ع).
(٣) في (ع): (قيل له: إنما حرك بالكسر دون الضم والفتح لأن ...).
(٤) ذلك إنما يكون في حال كون الاسم ممنوعا من الصرف.
(٥) في (ع): (إلى تحريك الساكن).