باب خبر المبتدأ
  {فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا}(١) برفع (الجواب) ونصبه(٢). فمن رفع الجواب جعله اسم (كان)، و (إلا أن قالوا) الخبر. ومن نصبه جعله خبرها، و (إلا أن قالوا) الاسم.
  قال: «وأما الجملة: فهي كلُّ كلام مفيد مستقل بنفسه. وهي على ضربين: جملة مركبة من مبتدأ وخبر، وجملة مركبة من فعل وفاعل. ولا بد لكل واحدة من هاتين الجملتين إذا وقعت خبراً عن المبتدأ من ضمير يعود إليه منها، تقول: زيد قام أخوه، فـ (زيد) مرفوع بالابتداء، الجملة بعده خبر عنه، وهي مركبة من فعل وفاعل، فالفعل (قام)، والفاعل (أخوه)، و (الهاء) عائدة على (زيد) ولولا الهاءُ(٣) لَما صحتِ المسألة، وموضع الجملة رفع بالمبتدأ.(٤)».
  اعلم أنَّ الكلام لما كان خبراً وغير خبر، والخبر جملة ومفردا، والجملة جملتان: إحداهما: اسميَّةٌ، والأخرى: فعليَّةٌ، وقد مضى أنَّ المفرد هو المبتدأ في المعنى. فأما الجملة: فإنَّها كلُّ كلام مفيد مستغن عن غيره في الإفادة. وهي غير المبتدأ، فلما كان كذلك لم يكن بد من أن يكون فيها ضمير يرجع إلى المبتدأ، ليصح الكلام، ويُعْلَمَ أنَّ الثاني متعلّق بالأول.
  والجملة على ضربين: جملة لها موضع من الإعراب، وجملة لا موضع لها من الإعراب، فالتي لها موضع من الإعراب كل جملة وقعت موقع مفرد فإعرابها
(١) النمل: (٥٦)، والعنكبوت (٢٤)، (٢٩).
(٢) قراءة الرفع تنسب إلى الحسن البصري، انظر القراءات الشاذة: ٧٦، وانظر سيبويه: ١/ ٤٧٦.
(٣) في (مل): (ولولا هي).
(٤) في الأصل و (ع): (بالابتداء)، وما أثبته من (مل) هو مذهب المؤلف في رفع الخبر. انظر ص ١٠٨.