البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب خبر المبتدأ

صفحة 108 - الجزء 1

  قال: «وتقول: زيد أخوه منطلق، فـ (زيد) مرفوع بالابتداء، والجملة بعده خبر عنه، وهي مركبة من مبتدأ وخبر، فالمبتدأ (أخوه)، والخبر (منطلق)، و (الهاء) عائدةٌ على (زيد) أيضًا، وموضع الجملة رفع بالمبتدأ، ولو قلت: زيد قام عمرو⁣(⁣١)، لم يجُزْ؛ لأنَّه ليس في الجملة ضمير يعود على المبتدأ. فإن قلت: (إليه) أو (معه) أو نحو ذلك صحتِ المسألة لأجل الهاء العائدة. فأما قولهم: (السَّمْنُ مَنَوانِ⁣(⁣٢) بدِرْهَم⁣(⁣٣) فإنَّما تقديره: / السَّمْنُ منوان منه بدرهم، ولكنهم حذفوا منه للعلم به وكذلك قولهم: (البر الكُر⁣(⁣٤) بستين)⁣(⁣٥) أي الكرُّ منه بستين».

  اعلم أن الجملة لما كانت مركبة من جزأين إما من اسم واسم أو فعل واسم فكان⁣(⁣٦) المبتدأ أحد⁣(⁣٧) جزأي الجملة، والمبتدأ قد بينا أنَّه يجب أن يكون معرفة، والجملة على كل حال نكرة، والنكرة غير المعرفة إلا أن يكون فيها ضمير متعلّق بالأول، وجب⁣(⁣٨) إظهار الضمير في الجملة؛ ليرجع إلى الأول. فأما قولهم:


(١) في (مل): (عمرو).

(٢) المنوان: مثنى (منا) وهو المكيال الذي يكيلون به السمن وغيره./اللسان (منى) /.

(٣) القول في: شرح المفصل لابن يعيش: ١/ ٩١، وشرح الرضي على الكافية: ١/ ٩١، والمساعد: ١/ ٢٣٣، والهمع ١/ ٩٧، ٢٤٦.

(٤) الكر: مكيال لأهل العراق وهو يعادل عندهم ستون قفيراً / اللسان (كرر) /.

(٥) القول في: شرح الكافية للرضي: ١/ ٩١، والمفصل: ٢٤، وشرحه لابن يعيش: ١/ ٩١ وشرح ملا جامي على الكافية: ٧٧، وورد قول قريب منه في المقتضب: ٣/ ٢٥٨ وما بعدها، وشرح الكافية الشافية: ١/ ٣٤٤.

(٦) في (ع): (كان) بغير الفاء.

(٧) في (ع): (إحدى).

(٨) جملة: (وَجَبَ) جواب (لما).