باب خبر المبتدأ
  قال: «وتقول: زيد أخوه منطلق، فـ (زيد) مرفوع بالابتداء، والجملة بعده خبر عنه، وهي مركبة من مبتدأ وخبر، فالمبتدأ (أخوه)، والخبر (منطلق)، و (الهاء) عائدةٌ على (زيد) أيضًا، وموضع الجملة رفع بالمبتدأ، ولو قلت: زيد قام عمرو(١)، لم يجُزْ؛ لأنَّه ليس في الجملة ضمير يعود على المبتدأ. فإن قلت: (إليه) أو (معه) أو نحو ذلك صحتِ المسألة لأجل الهاء العائدة. فأما قولهم: (السَّمْنُ مَنَوانِ(٢) بدِرْهَم(٣) فإنَّما تقديره: / السَّمْنُ منوان منه بدرهم، ولكنهم حذفوا منه للعلم به وكذلك قولهم: (البر الكُر(٤) بستين)(٥) أي الكرُّ منه بستين».
  اعلم أن الجملة لما كانت مركبة من جزأين إما من اسم واسم أو فعل واسم فكان(٦) المبتدأ أحد(٧) جزأي الجملة، والمبتدأ قد بينا أنَّه يجب أن يكون معرفة، والجملة على كل حال نكرة، والنكرة غير المعرفة إلا أن يكون فيها ضمير متعلّق بالأول، وجب(٨) إظهار الضمير في الجملة؛ ليرجع إلى الأول. فأما قولهم:
(١) في (مل): (عمرو).
(٢) المنوان: مثنى (منا) وهو المكيال الذي يكيلون به السمن وغيره./اللسان (منى) /.
(٣) القول في: شرح المفصل لابن يعيش: ١/ ٩١، وشرح الرضي على الكافية: ١/ ٩١، والمساعد: ١/ ٢٣٣، والهمع ١/ ٩٧، ٢٤٦.
(٤) الكر: مكيال لأهل العراق وهو يعادل عندهم ستون قفيراً / اللسان (كرر) /.
(٥) القول في: شرح الكافية للرضي: ١/ ٩١، والمفصل: ٢٤، وشرحه لابن يعيش: ١/ ٩١ وشرح ملا جامي على الكافية: ٧٧، وورد قول قريب منه في المقتضب: ٣/ ٢٥٨ وما بعدها، وشرح الكافية الشافية: ١/ ٣٤٤.
(٦) في (ع): (كان) بغير الفاء.
(٧) في (ع): (إحدى).
(٨) جملة: (وَجَبَ) جواب (لما).