البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب خبر المبتدأ

صفحة 109 - الجزء 1

  (السَّمْنُ منوان بدرهم) فإنَّما حذفوا الضمير للعلم به؛ لأنك إذا قلت: (السَّمْنُ منوان بدرهم) فإِنَّكَ إِنَّما تُخْبرُ عنه لا عن العسل والزيت، فصار قولنا (منه) معلوما. وإن لم يُذكر، فحذف وهو مراد تخفيفًا. وقد يحذفون [الخبر]⁣(⁣١) [تارة]⁣(⁣٢) والمبتدأ تارةً بأسرهما⁣(⁣٣)، فحذف البعض أيسر من حذف الكل، وقد جاء في القرآن مثل ذلك نحو قوله تعالى: {وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ٤٣}⁣(⁣٤) والتقدير - والله أعلم -: إنَّ ذلك منه لمن عزم الأمور، فَحَذَفَ (منه) للعلم به⁣(⁣٥).

  قال: «واعلم أنَّ الظرف قد يقع خبراً عن المبتدأ، وهو على ضربين: ظرف زمان وظرف مكان والمبتدأ على ضربين: جُنَّةٌ، وحدث، فالجثة: هو الشخص⁣(⁣٦). الحدث: هو المصدر، نحو: (القيام) و (القعود). فإذا كان المبتدأ جُثّةً ووقع الظرف خبراً عنه لم يكن ذلك الطَّرْفُ إلا من ظروف المكان، تقول: زيد خلفك فـ (زيد) مرفوع بالابتداء، والظرفُ بعده خبر عنه، والتقدير: زيد مستقر


(١) تكملة من (ع).

(٢) تكملة.

(٣) المراد أنهم قد يحذفون المبتدأ بأسره و بأسره، وما، في قولهم (السمن ...) هو الضمير العائد من الخبر إلى المبتدأ وهو جزء من الخبر، فحذفه أيسر من حذف المبتدأ أو الخبر.

(٤) الشورى: (٤٣).

(٥) الأولى اعتبار اسم الإشارة هو الرابط، نحو قوله تعالى: (وَلِباسُ التَّقْوى ذلك خير). وانظر البحر المحيط: ٧/ ٥٢٣ وما بعدها.

(٦) في (مل): (فالجثة ما كان عبارة عن شخص نحو زيد وعمرو).