البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب خبر المبتدأ

صفحة 111 - الجزء 1

  حالة واحدة، فلم يصح الإخبار عنه بالزمان. فإن أدخلت حرف الجر على ظرف الزمان جاز أن يُخبر به عن العين، نحو قولك: زيد في يوم طيب، وأشباه ذلك؛ لأنَّكَ جعلت الظرف موصوفًا، فوقع خبراً عن الجُثَّة بصفته.

  وكل واحد من ظرفي الزَّمان والمكان إذا وقع خبراً عن المبتدأ فإنَّ⁣(⁣١) المراد به أنَّه قام مقام الخبر وناب عنه⁣(⁣٢). وإِنَّما أُطلق عليه الخبر مجازاً، ألا ترى أن قولنا: زيد خلفك، التقدير: زيد مستقر خلفك، فـ (زيد) مبتدأ، و (مستقر) خبره، ثم حذف⁣(⁣٣) الخبر تخفيفا للعلم به، وأقاموا الظرف مقامه، وكان في (مُسْتَقِر) ضمير مرفوع بأنه فاعل، فنقلوه إلى الظرف، فصار الظرف يرفع الضمير، كما كان (مستقر) يرفعه، فلفظ الظرف نصب بأنَّه مفعول لـ (مُسْتقر) وموضعه رفع؛ لأنَّه خبر المبتدأ، وفيه ضمير مرفوع بالظرف لنيابته عن (مُسْتَقِر) فاعلم ذلك.

  قال: «فأما قولهم: (الليلة الهلالُ)⁣(⁣٤) فإنَّما تقديره⁣(⁣٥): الليلة حدوث الهلال أو طلوع الهلال، فحذف المضاف / وأقيم المضاف إليه مقامه، قال الله سبحانه: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا}⁣(⁣٦) أي: أَهْلَ القرية. ومثله قول الشاعر⁣(⁣٧)


(١) في (ع): (فإنه) بإقحام الهاء.

(٢) وهذا من قبيل النقل انظر ص ١٠٣ الحاشية رقم (٥).

(٣) في (ع): (فحذف).

(٤) القول في: سيبويه: ١/ ٢٠٨، والمقتضب: ٣/ ٢٧٤، ٤/ ٣٥١، والتبصرة: ١/ ١٠٣، وشرح المفصل: ١/ ٩٠، وشرح الكافية للرضي: ١/ ٩٤، وشرح الكافية الشافية: ١/ ٣٥١، والمساعد: ١/ ٢٣٧، والهمع: ١/ ٩٩، وشرح التصريح: ١/ ١٦٧.

(٥) في (مل): (فعلى معنى).

(٦) يوسف: (٨٢).

(٧) هو قيس بن حصين الحارثي.