البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب خبر المبتدأ

صفحة 112 - الجزء 1

  ١٧ - أَكُلَّ عامٍ نَعَمْ تَحرُونَهُ

  يُلْقِحُهُ قَوْمٌ وَ تَنتجونَهُ

  أي: أَكُل عام حدوثُ نَعَم⁣(⁣١).

  اعلم أنَّه لَمّا بَيْنَ أنَّ ظرف الزمان لا يكون خبراً عن الجُثّةِ احْتاج أَنْ يُبَيِّنَ هذه المسائل؛ لأنَّ فيها إشكالاً لِمَنْ يقف عليها، وذلك أنَّ (الهلال) جُنَّةٌ و (اللَّيلة) ظرف زمان، وقد قالوا: (اللَّيلةَ الهلالُ)، فـ (الهلالُ) مبتدأ، و (الليلة) خبر عنه، وإِنَّما فعلوا ذلك؛ لأنَّهم أقاموا [(الهلال)]⁣(⁣٢) مقام المحذوف، فيكون الكلام على حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه والتَّقدير: حدوث الهلال، أو طلوع الهلال الليلة، فحذف (الحدوث) أو (الطلوع) وهما مرفوعان وأُقيم (الهلال) - وكان مجروراً⁣(⁣٣) بالإضافة مقامهما فارتفع، فيكون الطَّرْفُ على هذا التقدير خبرا عن الحدث لا عن الجثة وكذلك قول الشاعر:

  أكُل عام [نَعم)⁣(⁣٤) ...


١٧ - البيتان من مشطور الرجز. وهما من شواهد سيبويه: ١/ ٦٥، وانظر مجاز القرآن: ١/ ٣٦٢ والمذكر والمؤنث لابن الأنباري: ٣٤٦ والمخصص: ١٧/ ١٩، والإنصاف: ١/ ٦٢، وشرح الكافية الشافية: ١/ ٣٥٢، والمساعد ١/ ٢٣٧، والخزانة: ١/ ١٩٦ - ١٩٧، واللسان (نعم) برواية: (في كل عام ...) والمقاصد: ١/ ٥٢٨. والأوَّلُ منهما في اللسان: (أبل) والرواية فيه: (أَكُل عام نَعَما ...) بِالنَّصْبِ، ونَسب ذلك إلى سيبويه ورواية الكتاب الرفع. وضبط في (مل): (تُنتجونَهُ) بضم التاء، وكذلك في شرح الكافية الشافية واللقاح: ماء الفحل، يقال: ألقح الفحل الناقة إذا أناها فأحبلها. وأنتجت الناقة: إذا ولدت. وانظر قصة الأبيات في الخزانة.

(١) في (مل) زيادة: (أو احراز نعم).

(٢) في الأصل: (الليلة)، وهو خطأ والتصويب من (ع).

(٣) (وكان مجرورا): ساقط من (ع).

(٤) تكملة من (ع).