باب خبر المبتدأ
  ١٧ - أَكُلَّ عامٍ نَعَمْ تَحرُونَهُ
  يُلْقِحُهُ قَوْمٌ وَ تَنتجونَهُ
  أي: أَكُل عام حدوثُ نَعَم(١).
  اعلم أنَّه لَمّا بَيْنَ أنَّ ظرف الزمان لا يكون خبراً عن الجُثّةِ احْتاج أَنْ يُبَيِّنَ هذه المسائل؛ لأنَّ فيها إشكالاً لِمَنْ يقف عليها، وذلك أنَّ (الهلال) جُنَّةٌ و (اللَّيلة) ظرف زمان، وقد قالوا: (اللَّيلةَ الهلالُ)، فـ (الهلالُ) مبتدأ، و (الليلة) خبر عنه، وإِنَّما فعلوا ذلك؛ لأنَّهم أقاموا [(الهلال)](٢) مقام المحذوف، فيكون الكلام على حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه والتَّقدير: حدوث الهلال، أو طلوع الهلال الليلة، فحذف (الحدوث) أو (الطلوع) وهما مرفوعان وأُقيم (الهلال) - وكان مجروراً(٣) بالإضافة مقامهما فارتفع، فيكون الطَّرْفُ على هذا التقدير خبرا عن الحدث لا عن الجثة وكذلك قول الشاعر:
  أكُل عام [نَعم)(٤) ...
١٧ - البيتان من مشطور الرجز. وهما من شواهد سيبويه: ١/ ٦٥، وانظر مجاز القرآن: ١/ ٣٦٢ والمذكر والمؤنث لابن الأنباري: ٣٤٦ والمخصص: ١٧/ ١٩، والإنصاف: ١/ ٦٢، وشرح الكافية الشافية: ١/ ٣٥٢، والمساعد ١/ ٢٣٧، والخزانة: ١/ ١٩٦ - ١٩٧، واللسان (نعم) برواية: (في كل عام ...) والمقاصد: ١/ ٥٢٨. والأوَّلُ منهما في اللسان: (أبل) والرواية فيه: (أَكُل عام نَعَما ...) بِالنَّصْبِ، ونَسب ذلك إلى سيبويه ورواية الكتاب الرفع. وضبط في (مل): (تُنتجونَهُ) بضم التاء، وكذلك في شرح الكافية الشافية واللقاح: ماء الفحل، يقال: ألقح الفحل الناقة إذا أناها فأحبلها. وأنتجت الناقة: إذا ولدت. وانظر قصة الأبيات في الخزانة.
(١) في (مل) زيادة: (أو احراز نعم).
(٢) في الأصل: (الليلة)، وهو خطأ والتصويب من (ع).
(٣) (وكان مجرورا): ساقط من (ع).
(٤) تكملة من (ع).